شهرياري: العلاقات بين إيران والسعودية تطور مهم للعالم الإسلامي

شهرياري: العلاقات بين إيران والسعودية تطور مهم للعالم الإسلامي
الأحد ٠١ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

اعتبر الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية حميد شهرياري، اليوم الأحد، العلاقات بين إيران والسعودية تطوراً مهماً للعالم الإسلامي.

العالم - ايران

وقال الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية في كلمة خلال أعمال مؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران، إن إعادة العلاقات السياسية بين السعودية وإيران شكلت أهم تطور نحو التعاون والصداقة بين الدول الإسلامية، وأيقظ الأمل في نفوس الصحويين في العالم الإسلامي بأن مدرستين سياسيتين أيديولوجيتين اتخذتا إجراءات فعالة نحو التعاون.

وأضاف، لقد خلقت هذه الخطوة انطباعا بأن الحكومات الأجنبية لا يمكنها أبدا توفير أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.

وتابع، ان هدفنا الرئيسي من اقامة مؤتمرات الوحدة هو تعزيز الحوار بين ابناء الامة الاسلامية الواحدة. انه هدف قراني لتتحرك كافة المجتمعات الاسلامية وفق هذا الهدف وترجمته عمليا، وبما يتيح لنا في نهاية المطاف، تأسيس "اتحاد الدول الاسلامية" الذي سيعمل على تخفيف القيود بين دول الدول العالم الاسلامي، واعتماد عملة اسلامية موحدة وتأسيس برلمان مشترك لسن قوانين مشتركة للعالم الاسلامي.

وأضاف، ان "التعاون الاسلامي لتحقيق القيم المشتركة" هو عنوان المؤتمر الدولي السابع والثلاثين للوحدة الاسلامية، هذا المؤتمر الذي يعقد في ظروف حيث شهد العالم الاسلامي، خلال العام الماضي، العديد من التطورات المهمة.

ولفت إلى أن القران الكريم، الكتاب السماوي الوحيد الذي ظل محصنا من التحريف ليهدي البشرية جمعاء، هذا المصحف المقدس الذي يدعو الى السلام بين المسلمين انفسهم ومع حلفائهم، ومقاومة الظلم والاستكبار والطاغوت، القران الذي يدعو الى اقامة العدل والاحسان ومكافحة الاباحية والفحشاء ويبشر بعولمة دين حضاري. والعقيدة بوجود المهدي المنتظر "عجل الله تعالى فرجه الشريف "، يشكل مصدر قلق للدول الاستكبارية التي تحرض من جانب على الاسلامفوبيا ومن جانب اخر على حرمان مستضعفي العالم من حقوقهم، لكن القران فقد بشر المستضعفين بانهم سيرثون الارض يسودون العالم وبعد القضاء على الظلمة والمستكبرين.

وأضاف، ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، اقترح اقامة المؤتمر الدولي للانارة في دورته الثانية وايضا المهرجان الخاص بهذا الشان، داعيا بالمناسبة كافة وسائل الاعلام المؤثرة على صعيد العالم الاسلامي والناشطة عبر منصات التواصل الاجتماعي، منظمات المجتمع المدني وعامة الجمهور لتقديم انشطتهم ونتاجاتهم في مجال القران الكريم بمناسبة هذا الحدث التاريخي المهم .

وتابع، يشهد العالم الاسلامي تطورات مستجدة تبعث على الامل؛ هذه التطورات تسير بهدف تجنب التصعيد بين الدول واحلال السلام العادل في المنطقة؛ نحن نرحب بوقف الحرب في كل من اليمن وسوريا وتوصل اطراف النزاع الى اتفاق حول انهاء الاقتتال واراقة دماء الابرياء، كما نرى بان الحوار والحل السياسي هو السبيل الوحيد لاحلال السلام المستدام في المنطقة. وعليه، ندعو الدول الاسلامية الى العمل على انهاء كافة انواع النزاع والحروب الدموية في بلدان المسلمين.

وأضاف، المسلمون بكل قومياتهم واعراقهم ومذاهبهم بحاجة الى الامن المجتمعي والسلام المستدام لكي يستطيعوا ان يلعبوا دورا في بناء الحضارة الاسلامية الحديثة.

وأكد أن الامن والسلام والاستقرار من اهم القيم المشتركة الذي يتطلب التعاون بين الشعوب الاسلامية لتحقيقه. والمقصود من الامن والاستقرار هو الامن الوطني والاقليمي والعالمي . ولهذا تمكنا ومن خلال المؤتمرات الدولية للوحدة في طهران والمؤتمرات الاقليمية واخرى موضوعية، ان نعزز ونوسع من نطاق حوار الوحدة على كافة المستويات.

وأضاف، ان استئناف العلاقات السياسية بين ايران والسعودية كان من اهم التطورات المستجدة على مستوى المنطقة، حيث اصبح عاملا مهما لكي تتحرك سائر الدول الاسلامية نحو التعاون واحلال السلام وبث الامل في قلوب المفكرين والمثقفين وابناء العالم الاسلامي باعتبارهم ذات التوجه السياسي والعقائدي المختلف وقد انهوا نزاعهم وقرروا التعاون فيما بينهمم لفتح صفحة جديدة في العلاقات.

وتابع، باسمي وباسم العلماء ومثقفي العالم الاسلامي الذين اجريت معهم حوارات موسعة، اشكر واثمن هذا العمل الوحدوي بين البلدين؛ هذا الحدث المهم الذي جاء نتيجة لمساعي حكومة الرئيس اية الله السيد ابراهيم رئيسي في سياق تعزيز العلاقات الاقليمية، والتطور الذي جرى في الرؤية السياسية للحكومة السعودية من الانكماش الوطني المذهبي الى التعاون الاقليمي. وسيتحول هذا الحدث المهم فيما بعد، الى نموذج تحتذي به سائر الدول الاسلامية، ومن جانب اخر كشف للجميع بان الدول الاجنبية لا يمكن الاعتماد عليها في مسار التنمية والتقدم لصالح بلدان المنطقة.

وتابع، نحن نأمل بان يتطور التعاون بين البلدين في كافة المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية وعلى صعيد امن المنطقة، وان يحل التعاون الاعلامي البناء محل الاعلام المذهبي التحريضي .

وأشار إلى أن اعداء الاسلام لم يتخلو عن عدائهم ضدنا ولهذا فمن اهم عوامل تحقيق الامة الاسلامية الواحدة هو انهاء هيمنة اعداء الاسلام على مقدرات شعوب المنطقة والعالم الاسلامي.

وأضاف، ان خروج القوات الامريكية من افغانستان فرصة لا تتكرر لكي يعيد الشعب الافغاني الاستقرار والسلام لهذا البلد. وأملنا بالامارة الاسلامية ان تطبق العدالة المرجوة بحق كل القوميات والمذاهب الاسلامية، وان تتجنب العصبيات القومية لكي تنال كل فئات الشعب حقوقها المتساوية في جميع المجالات.

وتابع، ان العصبيات القومية واللغوية هي التي تثير النزاعات والحروب وسوف تعيد افغانستان الى المربع الاول؛ المجمع العالمي للتقريب يبدي استعداده للتعاون مع الامارة الاسلامية من اجل تحقيق هذه الاهداف.

ولفت إلى أن التعاون مع حلفاء الدول الاسلامية مثل روسيا والصين وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع هذين البلدين سيجعل من العالم الاسلامي ممرا امنا للتعاملات الاقتصادية والثقافية . هذا الممر سيعزز في نفس الوقت العلاقات بين الدول الاسلامية خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية وسيلعب دورا مهما في مكافحة الفقر وتحسين الظروف الاقتصادية للشعوب الاسلامية .

وأضاف، ان العائلة قيمة فطرية مشتركة وهو المحور الرئيسي لتربية الاجيال القادمة. الدول الغربية ومن خلال مؤامراتها الشيطانية تحاول القضاء على هذه المبادئ الفطرية بنشر الاباحية والمثلية وتربية الحيوانات، ومعارض كرامة الانسان وتعاليم الاديان برمتها. وهنا تتبلور ضرورة تعاون الدول الاسلامية لمواجهة هذا الهجوم الثقافي الذي ينوي القضاء على قيمة ودور العائلة الرئيسي في تربية الاجيال من خلال توثيق القوانين في اطار المنظمات الدولية.

وتابع، ان العالم الاسلامي اليوم يجب ان يقوم بدوره في سياق نشر القيم المشتركة بين المسلمين. والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بادر الى عقد مؤتمر دولي، احد محاوره "الكرامة محورها العائلة" حيث طرح في هذا السياق النتاجات والمكاسب العلمية لمثقفي واكاديميي في العالم الاسلامي في هذا المجال .

وأكد أن القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني يجب ان تبقى قضية المسلمين الاولى وضمن اولويات القيم المشتركة للعالم الاسلامي، من اجل تحقيق الوحدة الاسلامية. وبما يلزم على العالم الاسلامي دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في كل من الاراضي المحتلة وقطاع غزة والضفة الغربية. ويجب ترجمة هذا الدعم عمليا وعلى الارض وليس بالشعار والاعلام فقط، خاصة الدول المجاورة لفلسطين .

وأضاف، من هنا، نحذر الدول المطبعة بأن تطبيع العلاقات والتحالف مع الكيان الصهيوني الغاصب ليس بمصلحة العالم الاسلامي. لنستخلص العبر من التاريخ في حادثة بني قريضة والتحالف مع اعداء الاسلام. اليوم يتكرر التاريخ حيث لا امل بالكيان الغاصب الذي اذا سنحت له الفرصة ييجد عدوانه على الدول الاسلامية . هذا الكيان لم يلتزم باي من القرارات والمواثيق الدولية ومخططه نشر الاغتيالات واثاره النزاعات في العالم الاسلامي. الكيان الغاصب اليوم بلغ اضعف ظروفه والنصر قريب بحول الله وقوته .