العالم - خاص بالعالم
واستضافت قناة العالم في برنامج صباح جديد، جمال الدرة، والد الطفل الشهيد محمد، ليستذكر تفاصيل هذه الجريمة التي لم ينس منها اي ثانية رغم مرور 23 عاما على حدوثها.
وقال الدرة: في يوم 28/9/2000 تم تدنيس المسجد الاقصى من قبل اريئيل شارون وبحماية المئات من الجنود الصهاينة، ولكن للاسف المسجد الاقصى يدنس يوميا وعلى مرأى ومسمع من الامة العربية والاسلامية الى هذا الوقت ولم يحركوا ساكنا.
واضاف: في يوم 30/9/2000 كنت متوجها أنا ومحمد ابني من البيت في مخيم البريج بغزة لشراء سيارة كان يحلم بها ابني محمد اكبر من السيارة التي كانت لدي، ولم نتوفق في ذلك اليوم ولم يجد محمد السيارة التي كان يريدها، وبعدها رجعنا من غزة الى مخيم البريج وجدنا طريق صلاح الدين مغلق بالحجارة، فنزلنا من السيارة نحن وكل الركاب الذين كانوا متواجدين، واخذنا طريقا التفافيا لنبتعد عن هذا الحاجز لنستطيع الوصول الى المنزل.
وتابع الدرة: شاهدتم النقطة التي كنت انا وابني متواجدين فيها في ذلك الوقت، تم إطلاق الرصاص فحاولت الاختباء انا وابني في هذا المكان حتى يقف الرصاص ونستمر بطريقنا الى البيت الرصاص استمر على وعلى ابني، اقسم بجلالة الله اقوى من زخات المطر، في تلك الاثناء كان ابني يسألني قائلا: لماذا يطلق هؤلاء "الكلاب" الرصاص علينا؟ وانا لم استطع الرد عليه في ذلك الوقت لان كل عقلي متركز في كيفية حماية ابني من هذا الرصاص.
واردف: بعد وقت طويل من اطلاق الرصاص اصيب ابني في ركبته اليمين كأول رصاصة يتلقاها وصرخ وقال: "لقد اصابني الكلاب" وكرر جملته ثلاث مرات ولا اعلم لماذا كان ابني يكرر لي كل كلمة ثلاث مرات، حاولت تهدئة ابني وقلت له لا تخف ستأتي سيارة الاسعاف قريبا وتاخذنا من هذا المكان، تصوروا طفلا عمره 12 عام يقول لي لا تخف انا لست خائفا وانا اتحمل وانت شد حيلك ولا تخف. حاولت ان احمي ابني بكل ما استطيع من قوة في جسدي، وكنت اتلقى الرصاص في يدي اليمني وبجسدي حتى امتلأت بالرصاص وتكسرت عضامي بسبب الرصاص الذي اخترقني، بعد ذلك نظرت الى ابني الذي لم يعد يناشدني ولا يكلمني فوجدت رأس إبني ملقى على رجلي اليمين وظهره الى الأعلى وفيه فتحة كبيرة نازفة فأدركت أن ابني قد استشهد في هذا المكان ولم يبق لي اي شيء ادافع عنه، فهززت رأسي يسارا ويمينا اتحسر على ابني في هذا المكان.
وقال جمال الدرة: بعد ذلك حاول الاحتلال ان ينهي هذه الجريمة وكل العالم شاهد الغبار الابيض الكثيف، وهو ناجم عن قذيفة رماها الاحتلال علي وعلى ابني، فبحمد الله اصابت القذيفة حافة الرصيف التي كانت عالية جدا، فلم تصلني انا وابني، وانا الآن الشهيد الحي على هذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال، 23 عاما وما زلت حيا لم استطع ان انسى او اتناسى هذه الاحداث وانا اعيشها يوميا خلال كل هذه الاعوام.
وعن سبب استهداف الاحتلال لهما، قال والد الطفل إن محمد الدرة ليس ابن عائلة الدرة فقط، بل هو ابن فلسطين والقضية الفلسطينية والامة العربية والاسلامية وابن احرار العالم، محمد هو الذي بين زيف هذا الاحتلال في كل الجرائم التي كان يرتكبها ضد ابناء شعبنا الفلسطيني وضد امتنا العربية والإسلامية ومازال يرتكب هذه الجرائم.
وتابع: محمد ليس اول طفل فلسطيني ولا آخر طفل فلسطيني يقتل، لماذا قتل فارس عودة؟ لماذا قتلت الطفلة الرضيعة ايمان حجة؟ لماذا قتل الطفل محمد ابو خضير وتم حرقه وهو حي؟ لماذا تم حرق ابناء عائلة دوابشة وهم في داخل منزلهم وهم رضع؟ هذا السؤال موجه الى العالم الظالم الداعم والمساند لهذا الاحتلال.