بعد حديث بومبيو.. هكذا تنظر أمريكا الى المطبعين العرب!

بعد حديث بومبيو.. هكذا تنظر أمريكا الى المطبعين العرب!
الإثنين ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٣ - ١١:٠٠ بتوقيت غرينتش

في توقيت مقصود أجرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قبل ايام مقابلة مع وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، جاءت كرد على تصريحات أول سفيرٍ سعودي لدى السلطة الفلسطينية في رام الله "نايف السديري"، والتي اكد فيها على أن المملكة تعتبر إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية سيكون حجر الزاوية الأساسي في أي اتفاق مرتقب مع "إسرائيل".

العالم كشكول

بومبيو اعلن بصريح العبارة ان التوصل إلى اتفاق سلام بين السعودية و"إسرائيل" قد يكون من المستحيل، إذا كان الشرط الأساسي هو حصول الفلسطينيين على دولة فلسطينية أو قبولها.

ودس بومبيو في تلك المقابلة أكاذيب، كعادته ، عندما زعم ان "من المستحيل تصور حل الدولتين لشعبين مع القيادة الفلسطينية الحالية التي تدعم الإرهاب، وتأخذ الأموال من إيران، وتدفع للمواطنين مقابل قتل إسرائيليين"!!.

وبعد سطور قليلة، ناقض بومبيو كذبته الاولى بكذبة اخرى، كشفت عن سبب غضبه الحقيقي من السلطة الفلسطينية عندما قال:"ان من الصعب للغاية أن نتخيل كيف يمكن للمرء أن يعقد صفقة مع نفس القادة الذين رفضوا كل عرض معقول تم تقديمه لهم"!.

"العرض المقبول"، هو كذبة ككذبة "أخذ الاموال من ايران"، فالعرض الذي اشار اليه بومبيو في اللقاء، هو "الخطة الأمريكية للسلام" التي عرضها الرئيس الامريكي السابق، دونالد ترامب في آخر كانون الثاني / يناير من العام 2020 ، وتضمنت ضم "إسرائيل" 130 مستوطنة تقع في الضفة، وأيضا غور الأردن، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني، لانها بصراحة كانت تعنى اطلاق رصاصة الرحمة على "الدولة الفلسطينية"!.

ان التطبيع بين السعودية والكيان الاسرائيلي ، كما يفهمه الامريكيون، يهدف اولا واخيرا، حماية "اسرائيل" وامنها، لذلك قال بومبيو في هذا اللقاء، "ان كل رئيس أمريكي سيدعم اتفاق التطبيع، سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا، لأن من مصلحة الولايات المتحدة أن تكون هناك علاقات أمنية بين أمريكا والسعودية وإسرائيل".

حتى اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال وعدد من الدول العربية والمُسماة "اتفاقات إبراهيم"، يرى بومبيو، انها "تقدمت، بسبب اعتراف إدارة ترامب باسرائيل، باعتبارها الحليف الديمقراطي الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة"، ضاربا بعرض الحائط بالاطراف العربية التي طبعت مع الاحتلال، وكذلك باهداف هذه الاطراف من التطبيع!.

رغم اننا لا نقيم وزنا للارهابي المتصهين حتى العظم بومبيو، النسخة الامريكية لبن غفير وسيموتريش ونتنياهو، فالرجل معروف عنه عنصريته وكرهه للمسلمين والعرب، فهو يعاني بحسب وصف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية من الإسلاموفوبيا، الا اننا نأسف كيف يمكن للعرب ان يثقوا بامثال بومبيو وهو القائل في خطاب مسجل :" كان شعار جامعة ويست بوينت (جامعة عسكرية في امريكا) هو : لا تكذب، لا تخدع، لا تنهب، ولا تتحمل الذين يرتكبون هذه الامور. ولكن عندما كنت رئيسا للسي آي ايه، كذبنا، خدعنا، نهبنا. لقد تلقينا دورات تدريبية شاملة، وأرى ان هذه الامور تمثل تجربة المجد الامریكي".

نعترف وبكل صدق، اننا لا نفهم حقا كيف يتعامل عرب التطبيع مع مثل هؤلاء الاشخاص، الذي يحتقرون العرب، ويرفضون حتى بيعهم اسلحة حديثة، او مساعدتهم على امتلاك برامج نووية للاغراض السلمية، ويضعون العراقيل امام تقدمهم وتطورهم، والتعامل معهم على انهم اسواق لبضائعهم ، ومصدرا لما يحتاجونه من طاقة، واليوم يستخدمونهم كغطاء على اكبر جريمة شهدتها الانسانية في عصرها الحديث وهي جريمة احتلال فلسطين وتشريد شعبها، وكذلك استخدامهم لاضفاء الشرعية على كيان غاصب عنصري ارهابي متوحش.