العالم – مقالات وتحليلات
منذ الضربة القاضية التي وجهتها المقاومة الاسلامية في 7 اكتوبر، للكيان الاسرائيلي، واسقطت هيبته، وقلبت المعادلة التي كانت قائمة منذ اكثر من سبعة عقود، حيث كان الفلسطينيون هم من يترك الارض خوفا من بطش العصابات الصهيونية المدعومة من الاستعمار البريطاني، لاسيما بعد المجازر التي ارتكبتها في دير ياسين وكفر قاسم، فهذه المرة الاولة التي يشهد فيها الصراع الصهيوني الفلسطيني، هروب المستوطنين من نحو 20 مستوطنة في غلاف غزة، ولم يعود,ا اليها حتى الان، فمنهم من غادر الكيان الاسرائيلي كليا، ومنهم من بحث داخل الكيان عن اماكن اكثر امنا، وتحولت المستوطنات الى مستوطنات اشباح.
عندما يهرب المستوطنون فهذا يعني ان ثاني اكبر ركن اقيم عليه الكيان الاسرائيلي، الى جانب ركن القوة العسكرية، قد تزلزل بشكل عنيف، فالكيان الاسرائيلي قائم بالمستوطنين، وعندما يفر المستوطنون، فهذا يعني ان كارثة كبرى حلت بالكيان، وهي كارثة كانت من اهم نتائج ملحمة "طوفان الاقصى"، التي كانت قبل ذلك زلزلت الركن الاول والاهم وهو قوة "الجيش الذي لا يقهر"، الذي تحول الى مادة للسخرية في نظر المستوطنين، الذين لم يع,د,h يثقون به، بعد ان كانوا يعتقدون انه سيحميهم من اصحاب الارض الاصليين.
اليوم عندما يهدد نتنياهو وكبار العسكريين والسياسيين والامنيين في الكيان الاسرائيلي، وكذلك الامريكيين، ليل نهار ومنذ 14 يوما، بان الاجتياح البري لغزة واقع لا محالة، وان القرار قد اتخذ، ولم يبق الا الاعلان عن ساعة التنفيذ، ولكن كل هذا التأخير في شن الهجوم البري، وكذلك في التكرار اللافت للتهديدات منذ اليوم الاول، تشير الى ان "اسرائيل" خائفة جدا من تنفيذ هذا التهديد، لعلمها انها سوف تفتح على نفسها ابواب جهنم، لذلك نرى كما راى غيرنا، ان هذه التهديدات لم تكن الا محاولة لامتصاص غضب المستوطنين، ومحاولة ترميم صورة قوات الاحتلال، التي مزقتها المقاومة في 7 اكتوبر، لذلك يمكن القول ان الكيان الاسرائيلي الذي انكشف ضعفه وعجزه امام العالم، يلuب على عامل الزمن وارتكاب المجازر الوحشية بحق اهالي غزة، على امل ان تجد له امريكا مخرجا، من ورطته، حيث اثبتت عمليات القصف العشوائي لغزة، انه عاجز حتى عن وضع خطة في التعامل مع المقاومة الاسلامية في غزة.