خبير عسكري: القول بأن الكيان الاسرائيلي أجّل العملية البرية هو كذبة كبيرة جدا

الأربعاء ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠٥:٣٠ بتوقيت غرينتش

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد د. امين حطيط ان الكيان الاسرائيلي لم يؤجل عملية الدخول البري الى قطاع غزة، مشيرا الى أن اختلال التوازن وانعدام الثقة بالنفس لدى الكيان منعه من قرار التنفيذ.

العالم - خاص بالعالم

وقال د. حطيط خلال التغطية المتواصلة لقناة العالم للاوضاع في غزة وعملية طوفان الاقصى: إن المشهد الميداني الآن آل بعد 19 يوم الى الواقع التالي؛ في غزة هناك أعمال انتقامية وحشية يقوم بها العدو الاسرائيلي لإحداث التدمير الممنهج من اجل اقتلاع السكان من ارضهم وتواجه هذه الخطة بثبات وجسارة وقوة من قبل الأهالي وقوة المقاومة.

واضاف: في الاقليم، هناك مستويين، مستوى الحرب المفتوحة ومستوى الحرب المقيدة التي يقودها حزب الله ويقود المقاومة الاسلامية التي تنفذ اعمالها بحنكة وذكاء عالي المستوى، والرسائل التحذيرية التي تطلقها مكونات محور المقاومة من اليمن الى العراق الى سوريا.

وتابع حطيط: فبالتالي هذه المكونات اجبرت الولايات المتحدة الاميركية على التحشيد ضمن فرضيتين، فرضية ترى فيها ان تحشيدها هو من اجل اضهار القوة والتهويل على مكونات محور المقاومة جميعها حتى لا تشارك في المواجهة القائمة، وفرضية ثانية تقول فيها الولايات المتحدة الاميركية ان مكونات محور المقاومة لن ترتدع ولن تخشى ولن تتهيب الموقف بل انها ستعمل وفقا لخطة موضوعة لمنع "اسرائيل" من تحقيق هدفيها الاستراتيجيين، الاول اقتلاع اهالي غزة من ارضهم والهدف الثاني تفكيك المقاومة بشكل او بآخر.

واردف: وبالتالي في توصيفنا لهذا المشهد كما قدمته بشكل مختصر، نستطيع ان نقول ان محور المقاومة ثابت على مواقفه وسلاحه ويعمل بشكل منهجي علمي منظم وبشكل مخطط لا تنتابه العشوائية ولا الكيفية، بينما المحور الآخر منذ ان دخل في حال إختلال التوازن وانعدام الثقة بالذات هو يلهث من اجل استعادة ما فقده ولم يستطع حتى الآن، ولذلك انعكس هذا الامر على خطته العسكرية.

وأكد الخبير الاستراتيجي أمين حطيط أن القول بأن العدو الاسرائيلي أجّل العملية البرية هو كذبة كبيرة جدا، لأن العدو الاسرائيلي لم يجرؤ حتى الآن على إتخاذ القرار بعملية عسكرية من العمليات المعروضة عليه.

وقال: نحن نعلم ان العدو الاسرائيلي وضع بعد اربعة ايام من عملية طوفان الاقصى على الطاولة 3 سيناريوهات ليختار واحدة منها، السيناريو الاول القيام بالعملية البرية التي يجتاح بمقتضاها القطاع ويحقق اغراضه الاستراتيجية، وهو يعلم ان هذا السيناريو هو ممر اجباري ووحيد من اجل استعادة الهيبة ومن اجل ترميم قدرته الردعية، هذا السيناريو يروج له ويقول انه اجله المرة تلو المرة والحقيقة انه لم يتخذ قرار به رغم الزمن الذي مر لان هناك اربع عوائق كبرى تعترض العدو الاسرائيلي في مواجهة هذا السيناريو.

وتابع حطيط: العدو الاسرائيلي جل ما فعله خلال الـ19 يوم الماضية اصدر عن الكابينت القرار المختصر بالشكل التالي؛ الترخيص للجيش الاسرائيلي بالقيام بالمناورة البرية عند جهوزه، فالامر مقترنا بالجهوز، والكابينت المصغر يعلم ان الجيش ليس جاهزا، ودليلنا على عدم الجهوز هو حاله المعنوي واللوجستي وانقسامه وعدم تاكيده للجبهات التي يمكن ان تنقلب من انذارية الى جبهات مشتبكة.

واشار الى ان اختلال التوازن وانعدام الثقة بالنفس منع الكيان الاسرائيلي من القرار وهذا أسوا ما يمكن ان يكون عليه فريق عسكري في الميدان ان يصل مستوى انعدام القدرة على القرار، ولذلك من وقت الى آخر تعطيه الولايات المتحدة الاميركية شحنة معنويات بالقول انها طلبت منه التأجيل وهو وافق على التأجيل وهم كاذبان، الولايات المتحدة تعرف ان الكيان الاسرائيلي غير قادر على هذا الموضوع.

واعتبر حطيط أن الكيان الاسرائيلي عند صبيحة 7 تشرين الاول 2023 سقط، وهرعت اليه الولايات المتحدة لترفعه وتحتضنه، ومنذ ذلك الحين الكيان مختل التوازن ومنعدم الثقة بالنفس، والولايات المتحدة هي التي تحتضن وهي التي تقود.

واردف: للمرة الاولى في تاريخ العدو الصهيوني منذ العام 1948، الذي يرأس غرفة العمليات المركزية في تل ابيب هو جنرال اميركي، والذي يرأس غرفة العمليات الفرعية في الجنوب وفي الشمال ضباط اميركيون، لذلك اميركا لا تقود المسالة سياسيا فقط بل تقود ميدانيا.