لماذا تكرر أوروبا أكاذيب "إسرائيل" عن مستشفيات غزة؟

لماذا تكرر أوروبا أكاذيب
الإثنين ١٣ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٤:٢٧ بتوقيت غرينتش

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ، امس الاحد، في منشور على منصة "إكس": "ندين استخدام حماس للمستشفيات والمدنيين كدروع بشرية"، مطالبا المدنيين "بمغادرة مناطق القتال". وفي ذات السياق أعلن مكتب رئيس الكيان الاسرائيلي إسحق هرتسوغ، ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اكد له في اتصال هاتفي انه "لم يتهم إسرائيل بإيذاء المدنيين".

العالم الخبر وإعرابه

-لسنا هنا في وارد الحديث عن الكذبة الكبرى التي خدعت بها اوروبا العالم، طوال قرون، وهي كذبة "الدفاع عن حقوق الانسان"، فقد تحدثتنا في هذا الامر كثيرا، بعد ان فضحت اشلاء اطفال غزة هذه الاكذوبة وبالدليل القاطع، الا اننا سنتوقف قليلا امام الدور الذي تضطلع به اوروبا في جريمة الابادة التي تنفذها قوات الاحتلال في غزة منذ 38 يوما.

-من الواضح ان التصريحين، تصريح بوريل وماكرون، محاولتان لتوفير المزيد من الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي لمواصلة الابادة الجماعية في غزة دون الاعتناء بقانون او شرعة دولية، ويبدو ان قوات الاحتلال استغلت هذا الضوء الاخضر الاوروبي وبشكل بشع، عندما تمادت بجرائمها ضد المدنيين، كما اتضح ذلك في مهاجمتها للمستشفيات وقتل من فيها من مرضى واطباء وعاملين بل وحتى من لجأ اليها من ابناء غزة، ظنا منهم ان قوات الاحتلال لن تستهدف المستشفيات، خوفا من المساءلة الدولية.

-كما ان التصريحين يستهدفان ايضا الى ضرب العلاقة التي تربط حركة المقاومة الاسلامية حماس بحاضنتها الشعبية في غزة، بعد ان تبين حجم الاحتضان الشعبي المنقطع النظير للمقاومة، فلم تسجل، ولا حالة واحدة، رغم رصد الكاميرات التابعة للقنوات والصحف المغرضة والمعادية للمقاومة في غزة، يمكن ان تعكس استياء لدى الغزيين ازاء ما يجري في غزة، لذلك نرى محاوالات خبيثة، لتحميل حماس مسؤولية قتل المدنيين، عبر الترويج لكذبة اتخاذ حماس المستشفيات كمراكز قيادة لها، لتأليب الشارع الغزي ضدها.

-اللافت ان المسؤولين الاوروبيين، يكررون ذات الكذبة التي يروج لها الصهاينة، بهدف قلب الحقائق وبشكل فاضح، بينما يتجاهلون النفي المستمر لحماس لمزاعم قوات الاحتلال عن وجود مركز لها أسفل مستشفى الشفاء أو أيا من المجمعات الطبية الأخرى، كما يتجاهلون دعوات حماس المتكررة لتشكيل لجنة دولية لزيارة مستشفيات غزة للتحقق من مزاعم الكيان بشأن استخدام الحركة لمستشفى الشفاء، كموقع عسكري.

-لقد تناسى بوريل وماكرون، وهما في غمرة اكاذيبهما، ان يوضحا للراي العام الاوروبي، الاسباب التي جعلت قوات الاحتلال تقتل لحد الان اكثر من 11 الف فلسطيني، 75 بالمائة منهم اطفال ونساء، هل كانوا في المستشفيات، ام في بيوتهم ومساجدهم وكنائسهم ومدارسهم؟، ترى هل كانت كل هذه الاماكن مقرات لحماس؟!.

-ان الحياء قطرة، ويبدو ان وجوه هؤلاء المسؤولين الاوروبيين، قد تبخر كل ما في داخلهم من حياء، فلو كان فيها قطرة من حياء، لقالوا ان قتل 5000 طفل في 38 يوما جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية، لقالوا ان خروج 22 مستشفى من أصل 35 عن الخدمة بسبب العدوان الإسرائيلي، وما رافقه من عدم توافر للوقود العنصر الحيوي لعمل المستشفيات واستمرار خدماتها الطبية، هو جريمة بشعة وليس دفاعا عن النفس.

-تبقى حماس مادامت حاضنتها موجودة، فابطال حماس هم ابناء، العوائل الغزية وليسوا غرباء، وان الهزيمة التي انزلوها بـ"اسرائيل" في 7 اكتوبر الماضي، هي اول الغيث، وان كل ما يفعله الاوروبيون اليوم، لن يعيد لهمم هيبتهم التي تمرغت في التراب، رغم ان الكثيري منهم لا هيبة لهم ولا كرامة، وإلا لما تراجع ماكرون عن موقفه، بعد يوم واحد فقط، عندما أدان قتل المدنيين في غزة، فقط لان نتنياهو غضب عليه وعنفه واهانه!!.