"رسالة إلى أميركا"..

شبح"بن لادن" يرعب أميركا بعد 21 عاما!

 شبح
الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٨:٥٠ بتوقيت غرينتش

تداولت رسالة قديمة لزعيم تنظيم القاعدة ، الإرهابي "أسامة بن لادن"، بشكل واسع خلال الأيام الماضية، على تطبيق تيك توك،مما أغضبت الأوساط الأمريكية وأرعبت البيت الأبيض بعد 21 عاما.

العالم - الأميركيتان

والملفت هنا هو أنه الحاجز الزمني تهاوى فجأة، وقفزت الرسالة التي ظن كثر أنها دفنت في مقابر الزمن إلى السطح بقوة، مدفوعة بنيران الحرب على غزة، وتكون رأي عام عالميا، مؤيدا لوقف إطلاق النار.

ووفق موقع "سي إن بي سي" الأمريكي بدأ العديد من مستخدمي تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة تداول الرسالة لزعيم التنظيم الإرهابي " بن لادن"،بشكل مكثف بعد 21 عاما.

وأما الرسالة الطويلة التي نشرها بن لادن بعد عام من هجمات 11 سبتمبر 2001، تحت عنوان "رسالة إلى أميركا"، انتقد فيها ما وصفه بـ"التدخلات الغربية في الدول الإسلامية"، و"سياسات أميركا في الأراضي الفلسطينية"، مبرراً هذه الهجمات بـ"الدعم الأميركي لــ[إسرائيل]".

كما انتقد بن لادن ما وصفها بـ"أكاذيب وفجور" الغرب، وتفشي "المثلية الجنسية والمواد المسكرة، والقمار والربا"، معتبرا أن الهجمات ضد المدنيين والولايات المتحدة "مبررة بسبب ذلك"، وفق "واشنطن بوست".

وانتشرت هذه الرسالة بشكل كبير على تطبيق "تيك توك"، وتم مشاركة مقاطع فيديو تدعمها وتدعو إلى قراءتها، وسط انتقادات لواشنطن بسبب دعم الكيان الصهيوني في الحرب التي تشنها على قطاع غزة.

وقالت الشركة القائمة على تطبيق "تيك توك" في بيان،يوم أمس، إن مقاطع الفيديو التي تروج لرسالة بن لادن تنتهك قواعدها "الرافضة لدعم أي شكل من أشكال الإرهاب". وأوضحت أن عدد مقاطع الفيديو التي تروج للرسالة كان "صغيراً"، وأوضحت أن "التقارير التي تفيد بأنها منتشرة على منصتنا غير دقيقة".

وأشارت الشركة إلى أنها تحذف "بشكل استباقي وقوي" كل مقاطع الفيديو التي تروج لرسالة بن لادن، مؤكدة أنها فتحت تحقيقاً بشأن كيفية وصول هذا المحتوى إلى المنصة.

وقالت شبكة "سي إن إن" إن المقاطع التي تداولت رسالة بن لادن حققت أكثر من 14 مليون مشاهدة يوم أمس .

ويحظى تطبيق "تيك توك" بشعبية كبيرة بين الشباب الأميركيين، حيث يستخدم غالبية الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً التطبيق مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وفقاً لمسح أجرته منظمة "كي إف إف" الأميركية.

ولكن "واشنطن بوست" أشارت إلى أن بيانات موقع "غوغل" تشير إلى أن البحث عن هذه الرسالة ظهر الأسبوع الماضي، أي قبل أيام من بدء انتشارها على تطبيق "تيك توك".

كما تم تداولها على منصات أخرى، مثل "تويتر". ورغم أن منصة "إنستغرام" حظرت البحث عن الرسالة عبر "الهاشتاغ"، إلا أن العديد من المقاطع المصورة التي تروج لها، ظلت منتشرة على المنصة المملوكة لشركة "ميتا" حتى مساء الأمس.

وقال أحد مستخدمي "تيك توك" في مقطع فيديو حصل على 1.2 مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة: "لقد قرأت للتو (رسالة إلى أميركا)، لم أعد أنظر إلى الحياة بالطريقة نفسها بعد اليوم، لن أنظر إلى هذا البلد بالطريقة نفسها أبدا".

وقال شخص آخر: "نحاول العودة إلى حياتنا بأسلوب عادي، بعد أن أدركنا بأن كل ما تعلمناه عن الشرق الأوسط، وأحداث 11 سبتمبر، والإرهاب، كان كذبة".

وكتب آخر أن تجربة قراءة النص "غيرت وجهة نظري بالكامل تجاه الحكومة الأميركية".

وفي أحد مقاطع الفيديو التي لم تعد متاحة على المنصة، بعدما شوهدت أكثر من 1.6 مليون مرة، شجّع أحد المؤثرين من نيويورك على قراءة الرسالة، وقال: "إذا كنت قد قرأتها، فأخبرني إذا كنت تمر أيضا بأزمة وجودية في هذه اللحظة بالذات، لأنه في آخر 20 دقيقة، تغيرت وجهة نظري الكاملة حول الحياة التي آمنت بها وعشتها".

وفي مقطع فيديو آخر شوهد أكثر من 100 ألف مرة، قال أحد مستخدمي "تيك توك" الذي ينشر بانتظام انتقادات للحكومة الأميركية: "إذا كنا سنسمي أسامة بن لادن إرهابيا، فكذلك الحكومة الأميركية".

وتوجهت الأنظار إلى صحيفة "غارديان" البريطانية، التي نشرت هذه الرسالة قبل عقدين من الزمن، قبل أن تسحبها من موقعها على الإنترنت.

وانتقد البعض على وسائل التواصل الاجتماعي إزالة الرسالة، واعتبروها أمرا "مثيرا للريبة"، كما اتهموا الصحيفة بفرض "رقابة" على المعلومات.

وكتبت "غارديان" في مكان الرسالة بعد سحبها، أن هذه الصفحة كانت تعرض النص الكامل لـ"رسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الأميركي"، والتي نشرت في 24 نوفمبر 2002، قبل سحبها في 15 نوفمبر 2023.

وبررت "غارديان" إزالة الرسالة، بسبب مشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي "دون سياق كامل" للأحداث، ولذلك "قررنا حذفها وتوجيه القراء بدلاً من ذلك إلى تقرير إخباري يضع الرسالة في سياقها".

وقال ماركو باستوس، المحاضر البارز بجامعة سيتي في لندن، لـ"واشنطن بوست"، إن محرري صحيفة "غارديان" وجدوا أنفسهم في وضع صعب، بمجرد بدء تداول رسالة بن لادن، فتركها كان يعني "انتشارها على نطاق واسع، واستخدام المحتوى خارج السياق"، وإزالتها تجعلهم عرضة لاتهامات بممارسة "الرقابة".

وتابع: "بالطبع، فإن هذا المحتوى محور انقسام كبير، ولكنه يشير إلى متغير آخر في السياق يجب أن نأخذه في الاعتبار، وهو التحول الديموغرافي الأساسي في الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "الأجيال الجديدة تظهر مستويات أعلى في دعم القضية الفلسطينية، وهو أمر أدهش المحللين الأميركيين".

و"غارديان" ليست أول صحيفة تنشر نصوصا "تحرض على العنف أو تبرره"، فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، بناء على توصية من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في عام 1995، رسالة من القاتل المتسلسل تيد كازينسكي (المعروف بـUnabomber)، بعد أن هدد بتنفيذ مزيد من الهجمات إذا لم تنشر رسالته.