العالم الموازي..

الصندوق الأسود للإحتلال الصهيوني.. وحصان التطبيع الخاسر

الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٤:٢٧ بتوقيت غرينتش

راهنت بعض الدول في غرب آسيا ومنطقتنا على حصان التطبيع مع الكيان الصهيوني ظنا منها بأنها قد تحقق مكاسب سياسية من ورائه بناء على الدعم الغربي اللامتناهي للكيان الاسرائيلي لكن هل تعرف هذه الدول ماهية هذا الكيان أم انها تناست؟

العالم - العالم الموازي

الكيان الاسرائيلي بحد ذاته قائم على فكرة "الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أرض فلسطين التاريخية بأقل عدد ممكن من أهلها الفلسطينيين"، وهذا ليس كلامنا بل كلام بن غوريون رئيس المنظمة الصهيونية العالمية الذي أعلن تشكيل "اسرائيل" على ارض فلسطين عام 1948.

المؤرخ الاسرائيلي الشهير آلان بابيه أشار الى ان "الصهيونية تعمل نفس عمل الاستعمار، وبالتالي يمكن ان يرافق هذا عمليات تطهير عرقي" وهو بالضبط ما قام به الصهاينة بحق أصحاب الأرض الفلسطينيين بدءا من عمليات القتل الممنهج بحقهم وتفاخر الصهاينة بها وصولا الى بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واليوم نحن لسنا بحاجة لمناقشة كلام مفكري ومؤرخي الصهيونية فعلى الارض نرى مايفعله جيش الاحتلال بغزة والضفة الغربية من مجازر ومسح عائلات بأكملها من السجلات المدنية!

اذن فالرهان هنا هو على كيان قائم على قتل الآخر هذا من جهة ومن جهة ثانية "التمييز العنصري" المزدوج، أي بين اليهودي وغير اليهودي ، وبين اليهودي واليهودي!

فالكيان بحسب كتاب "بين الأمة والدين"للمؤرخ الإسرائيلي"موشي زيمرمان" يعاني من صراعات طائفية ومذهبية كالتي بين المحافظين (الحريديم) والعلمانيين، وصراعات عرقية وطبقية كالصراع الأبدي بين الأشكناز (يهود الغرب وأوروبا) والسفارديم (يهود الشرق)، وحديثا يشهد صراعات بين الأشكناز والفلاشا (يهود الحبشة).

وهناك في الكيان الاسرائيلي تسميات عنصرية لكل شيء فمثلا يسيطر الأشكناز على السلطة ويسكنون الأحياء الراقية من تل أبيب.

بينما يعتبر السفارديم مستوطنين درجة ثانية وتسمى أحياؤهم الفقيرة بتل أبيب، بـ "تشايبر"، أي البدائية والهمجية، حتى ان الباحث "عمر كامل"وصف لقاء المهاجرين الاشكناز والسفارديم على أرض فلسطين بلقاء الاسياد والعبيد / اليهود العرب في إسرائيل.. رؤية معرفية/.

وأما عن اليهود العرب في الكيان الاسرائيلي فجملة بن غوريون التي قالها للصحافة الامريكية عام 1965 تكفي لفهم الموقف: "نحن لا نريد أن يصبح الإسرائيليون عربا، نحن ملتزمون بمحاربة روح الشرق" !.

وأما عن موقف الصهيونية من باقي شعوب العالم (غیر الیهود) ومنهم جيرانهم او من طبع معهم فقد استخدم هؤلاء كلمة "غوييم" لوصفهم ويشرح كتاب التلمود -وهو من الكتب الأساسية في الفكر اليهودي- هذا الوصف قائلا: جميعهم كَفَرة وثنيون لا يقبل الله منهم عبادة ولا عملاً ، هم حيوانات في صورة إنسان!
ألا يذكركم هذا بشيء!.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...