شاهد..

مفكر يهودي يوضح سياسة 'جز العُشب' الاسرائيلية ضد الاطفال

الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٧:١٣ بتوقيت غرينتش

اوضح البروفيسور الامريكي اليهودي نورمان فينكلشتاين المدافع عن حقوق الفلسطينيين استراتيجية عُرفت بـ"جز العشب" التي يتبعها الكيان كل عدة سنوات ضد الاطفال في غزة.

العالم- فلسطين

وقال المفكر والجامعي اليهودي الامريكي فينكلشتاينالذي اختير في عام 2020 كخامس عالم سياسي مؤثر في العالم في لقاء متلفز، ان الكيان الاسرائيلي يقوم بـ"جز العشب" في غزة كل بضع سنوات، والمجزود بجز العشب في غزة هنا أن الاحتلال يرتكب كل بضع سنوات، 2008، 2012، 2014، مذبحة باستخدام تكنولوجيا فائقة في غزة.

وتنتهج "إسرائيل" استراتيجية عُرفت بـ"جز العشب" في غزة، وربما أصبح من الواضح الآن وبما لا يدع مجالاً للشك أنها فشلت في توفير الحماية التي كانت تنشدها تل أبيب، بل ويُعتقد أنها أوصلت الوضع في القطاع إلى ما هو عليه الآن، حسب ما نقلت مؤسسة "راند" البحثية عن مقال رأي بصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية.

ويستكمل المقال توضيح استراتيجية تل أبيب: "بعدما تتعرض إسرائيل للهجوم، ترد بطريقة جز العُشب، إذ تقوم بالقضاء على قوات حماس، والجهاد الإسلامي مع عدد من المدنيين، وكأنها تحتفظ لنفسها ببضع سنوات من السلام النسبي، ثم تعود الاشتباكات مرة أخرى، لتستمر هذه الدائرة المفرغة إلى ما لا نهاية".

سياسة تكسير العظام

وتجسد "جز العشب" أكثر من مجرد حتمية استراتيجية، كما تعكس قدراً كبيراً من الغطرسة والغرور، يكمن في جوهرها الافتراض بأن "إسرائيل" يمكنها السيطرة على المقاومة في غزة، وضرب "حماس" بقوة كافية لردعها عن مهاجمتها.

ولكن ليس بالقوة التي تجعل القطاع يغرق في الفوضى، أو ينفجر إلى حد يتحول فيه الصراع لحرب إقليمية، وكما قال محلل عسكري إسرائيلي عن حرب غزة في 2014: "نريد أن نكسر عظامهم دون وضعهم في المستشفى"، بحسب المقال.

وأوضح المقال أن تحقيق رغبة "إسرائيل" في الحفاظ على هذا التوازن لسنوات طويلة أمر شبه مستحيل، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية في قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة في منطقة مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً وهو ما يعادل مساحة مدينة فيلادلفيا الأميركية تقريباً، ناهيك عن أن 80% من سكان القطاع يعانون الفقر، و46% منهم عاطلون عن العمل، كما يتدفق من القطاع يومياً نحو 108 آلاف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر المتوسط، وقد يكون من الصعب الحصول على مياه صالحة للشرب.

مزيد من جز العُشب

وفي ظل هذه الظروف، ومع غياب أي أفق لتحقيق ما هو أفضل لسكان غزة، لا يمكن أن يُكتب لأي استراتيجية عسكرية احتواء العنف على المدى الطويل، ولهذا كان انفجار الوضع في القطاع أمراً حتمياً.

ويشير المقال إلى أن استراتيجية "جز العشب" الإسرائيلية فشلت فشلاً ذريعاً في السابع من أكتوبر، حين أطلقت فصائل فلسطينية هجوماً مباغتاً، أكد مدى ضآلة سيطرة "إسرائيل" على القطاع، ورفع النقاب عن فشل استخباراتي وعملياتي واستراتيجي لدى تل أبيب.

ومع ذلك، يبقى السؤال بشأن ما إذا كانت "إسرائيل" قد استوعبت هذا الفشل الاستراتيجي أم لا، بلا إجابة، إذ تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "باستعادة الردع" لحدود فلسطين المحتلة، وأعلن الجيش تعبئة نحو 360 ألف جندي احتياط، وهو ما يعادل 3 أضعاف قوام القوات العاملة بالجيش، وكل ذلك يشير إلى أن تل أبيب تتجه نحو "المزيد من جز العشب".

تجدر الإشارة إلى أن في آخر مرة توغلت فيها "إسرائيل" برياً داخل غزة كانت في عام 2014، واستمرت العملية 50 يوماً، وأسفرت عن تسوية مساحات شاسعة من القطاع بالأرض، كما أودت بحياة نحو 2000 فلسطيني، وخلَّفت أكثر من 70 قتيلاً إسرائيلياً. ولكن الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب الحالية تجاوزت بالفعل الأرقام السابقة في غضون أيام قليلة، كل ذلك ولم يبدأ بعد أي توغل بري لإسرائيل.