ماكرون يفجر قنبلة.. "إسرائيل" لن تهزم حماس ولابد من وقف إطلاق النار

ماكرون يفجر قنبلة..
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

"ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟.. إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر 10 سنوات"، هذا الكلام هو للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قاله اليوم السبت في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر المناخ في دبي بالإمارات.

العالمالخبر و إعرابه

-تحذير ماكرون الكيان الاسرائيلي من ان الهدف الذي وضعته والمتمثل في القضاء على حركة حماس، قد يؤدي الى "حرب لا نهاية لها"، تحمل العديد من الدلالات، فالمتحدث من اكبر داعمي الكيان الاسرائيلي، ومن المعادين الشرسين لحركة حماس، فهو الذي دعا علنا إلى إرساء تحالف دولي ضد حركة حماس، شبيه بالتحالف ضد "داعش"، لذلك لابد من التوقف قليلا على دلالات تصريح ماكرون.

-من الواضح ان كلام ماكرون، يعكس عمق المأزق الذي يعيشه الغرب، لدعمه الاعمى للكيان الاسرائيلي في المحرقة التي اشعلها في غزة، والتي ذهب ضحيتها نحو 20000 غزي اغلبهم من الاطفال والنساء، دون ان تتأثر بنية المقاومة، التي شلت الهجوم البري لقوات الاحتلال، والذي كان الغرب يعتقد انها ستكون بمثابة نزهة، ولكن وبعد مرور 56 يوما، انكشف جهل الغرب بقوة المقاومة، وبصبر الغزيين، وهذه القوة وهذا الصبر ، هو الذي دفعا شخصا مثل ماكرون ان يقول ما قال.

-ماكرون يعرف جيدا ان الكيان الاسرائيلي لا يمكنه هزيمة حماس، لذلك حذر الكيان، من ان "امنه" لا يمكن ضمانه إذا أُرسي على حساب أرواح الفلسطينيين، وهو ما قد يؤدي الى استياء كل الرأي العام في المنطقة، ودعا إلى مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق كل المحتجزين لدى حركة حماس، وإيصال المساعدات إلى غزة، وانه توجه إلى قطر للمساعدة في إرساء هدنة جديدة تفضي إلى وقف إطلاق النار.

-ان غزة اماطت اللثام عن حقيقة ماكرون، وباقي روساء اوروبا والغرب وعلى راسهم امريكا، واظهرتهم على حقيقتهم، بلا قيم ولا مبادىء، وكشفت ايضا عن زيف وكذب كل ما كانوا يرفعونه من شعارات عن حقوق الانسان والحريات والكرامة الانسانية والمساواة والعدالة، لذلك عندما نرى ماكرون وهو يتكلم بهذه الطريقة المنمقة، فهذا ليس بدافع القلق على ارواح الفلسطينيين، بل بدافع الحرص على وجود "اسرائيل" التي ورطت نفسها والغرب في غزة، بسبب غباء بايدن وغرور نتنياهو، ومسايرة الغربيين لهذا الثنائي الفاشل، فتصريحات ماكرون، يمكن ان تمثل طوق نجاة للمحتل الاسرائيلي، الذي مازالت تأخذ زعماءه، الذين لطمهم "طوفان الاقصى" على وجوههم، العزة بالاثم، ويحاولون الانتقام، وبشكل جنوني، لكرامتهم المزيفة، التي مرغت بالوحل.

-الغرب بات على يقين، ان استئناف الاحتلال الاسرائيلي، لهجماته على غزة، ليس من اجل القضاء على حماس وفرض سيطرته على غزة، كما تتبجح جوقة العنصريين والمتطرفين والارهابيين امثال نتنياهو وغالانت وهاليفي وبن غفير و سيموتريس، فهذا هدف بعيد المنال، وان الهدف الحقيقي من وراء رفض الهدنة، هو الانتقام من حماس عبر ازهاق ارواح المزيد من الاطفال والنساء، وهو هدف لم يفضح وحشية هذا الكيان، الذي كان يتبجح الغرب بانه "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط" ، بل فضح وحشية الغرب وحضارته المبنية على الجشع والطمع والعدوان، وهذا هو الذي دفع ماكرون، للاعلان انه جاء الى المنطقة من اجل وقف اطلاق النار، قبل ان تسقط ورقة التوت الاخيرة التي تستر عورتهم.