السيد نصر الله يقوّض مكسب 'نتنياهو' الوحيد

السيد نصر الله يقوّض مكسب 'نتنياهو' الوحيد
الجمعة ٠٥ يناير ٢٠٢٤ - ١٠:٥٦ بتوقيت غرينتش

ظهر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ يومين وتحدث عن مجمل الاوضاع، وفيما كان الكثيرون ينتظرون ما سيقوله عن طبيعة الردّ الذي سيقوم به حزب الله على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، بدا وكأن الهدف من هذه الاطلالة هو تقويض ما حققه رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو من خلال الاغتيال. 

العالم - لبنان

وقد فنّد السيد نصر الله في كلمته كيف ان رئيس وزراء الاحتلال واركان حكومته لم يحققوا اي انجاز او انتصار او مكسب في الحرب الدائرة في غزة، وعمد الى تعداد النقاط التي تضع الاسرائيليين في مأزق امام الشارع الاسرائيلي والعالم.

وفيما بدا وكأنه رسالة واضحة بأن الحزب لن يتخذ من الاغتيال ذريعة لتحقيق مكسب آخر لنتنياهو من خلال التسبب باندلاع حرب شاملة في المنطقة مع الحرص على الابقاء على الغموض والترقب حول طبيعة الرد وتوقيته، شدد نصر الله على ان سقوط نتنياهو والهالة الاسرائيلية سيكون على أيدٍ فلسطينية بدعم لبناني- عراقي-يمني، اي بمعنى آخر لن يكون الحزب من يشعل فتيل الحرب الاكبر بل على الكيان اللقيط ان تتخذ هذه الخطوة اذا تجرّأ عليها.

ونشر موقع النشرة اليوم الجمعة اما الامر اللافت الثاني فكان عن المعلومات التي حصلت عليها "اسرائيل" بطريقة او بأخرى، وهذا بحد ذاته يجب ان يكون مصدر قلق لحزب الله الذي، بدوره، يحقّق اصابات مباشرة في صفوف الجنود الاسرائيليين بفضل مراقبته الدقيقة المتواصلة لتحركاتهم.

ويرى الكثيرون ان ما قيل حول امكان ان يرد الحزب عبر استهداف مسؤولين اسرائيليين في دول غربيّة، هو كلام في غير محله، لانه اولاً يضع الحزب في خانة لا يريد ان يكون فيها ايّ الارهاب، وثانياً ستعقّد وضعه لانها ستضعه في مواجهة مباشرة مع الدولة المعنيّة التي ستحصل فيها العمليّات، وقد يشتّت مثل هذا الحادث التركيز على ابتعاد الرأي العام الغربي عن الدعم المطلق لكيان "اسرائيل"، والذي يستمرّ بالنموّ بعد مشاهد الاجرام المتمادي للاسرائيليين بحق الفلسطينيين.

قد يكون نتنياهو حقّق مكسباً يقدمه الى الاسرائيليين عبر اغتيال العاروري، ولكن نصر الله سارع الى محاولة تقويض هذا المكسب والتركيز على اخفاقات رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي، والتحضير للتعامل مع مرحلة ما بعد نتنياهو، حيث يمكن ان يحلّ هذا الوضع في وقت قريب اذا ما بقي مسار الامور على حاله، والطامة الكبرى ستكون اذا ما كانت "اسرائيل" وراء التفجيرين في ايران، فعندها سينقلب السحر على الساحر وسيتآكل الوقت لبقاء نتنياهو في منصبه من دون الحاجة الى ردّ مزلزل.