هل يعصف "طوفان الأقصى" بحكومة نتنياهو؟

هل يعصف
السبت ٠٦ يناير ٢٠٢٤ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

كشفت وسائل إعلام رسمية في الكيان الاسرائيلي، عن أزمة عميقة شهدتها جلسة الكابينت، مساء الخميس، بعدما هاجم وزراء في حكومة نتنياهو، رئيس الأركان في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، اثر الإعلان عن عزمه تشكيل فريق تحقيق في "أحداث 7 أكتوبر الماضي"، و"مسار الحرب في قطاع غزة".

العالم الخبر و إعرابه

-جلسة الحكومة كما، كشفت وسائل الاعلام هذه، شهدت شجارا بين اعضائها، وسادها الهرج والمرج والصراخ، بعد ان ثبت للعسكريين في الحكومة، ان هناك "محاولات" يقوم بها نتنياهو، ووزراء آخرون، بينهم وزير المالية بتساليل سموتريش، و"الأمن القومي" إيتمار بن غفير، لالقاء اللوم على "الجهاز الأمني"، فيما يخص معركة "طوفان الاقصى".

-مصادر مقربة من صنع القرار في كيان الاحتلال، ذكروا انه في ظل دعم وزير الحرب في الكيان يوآف غالانت، والوزير في حكومة الطوارئ بيني غانتس، لـ"المؤسسة الأمنية"، ورفضهما تحميلها مسؤولية "فشل السابع من أكتوبر"، فإن استمرار "حكومة الطوارئ أصبح في خطر كبير". وهو ما اكده أحد الوزراء، بقوله ان "الهجوم على المؤسسة الأمنية، تم التخطيط له بالتنسيق مع رئيس الوزراء، وفي ظل الوضع الحالي لن تصمد حكومة الطوارئ كثيرا".

-موقع "والا" الإسرائيلي، كان قد كشف بدوره عن ان اجتماع المجلس الوزاري المصغر في الكيان الإسرائيلي، انتهى عقب خلافات حادة بين رئيس الأركان وعدد من الوزراء، مما دفع نتنياهو إلى فض الاجتماع الذي كان مقررا لبحث "مرحلة ما بعد الحرب".

-يبدو ان الخلافات بين اعضاء حكومة الطوارىء في الكيان الاسرائيلي، باتت اكبر من ان يتم التستر عليها، فقد كشفت القناة 12 في الكيان الإسرائيلي، عن خلاف نشب بين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت، على خلفية منع نتنياهو رئيسي جهاز الموساد ديفيد برنيع، وجهاز الشاباك رونين بار من حضور جلسة الحكومة، الامر الذي اعتبره غالانت بانه اجراء "يضر بأمن "إسرائيل"".

-الذريعة التي تشبث بها نتنياهو والوزراء امثال سموتريش وبن غفير، للهجوم على هاليفي و رفضهم تشكيل فريق التحقيق في هزيمة 7 اكتوبر، كانت تعيين شاؤول موفاز، وزير الحرب السابق، الذي أشرف على تنفيذ خطة الانسحاب من غزة عام 2005، على رأس فريق التحقيق، بالإضافة إلى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية زئيفي فركش، والقائد السابق لقيادة جيش الاحتلال في الجنوب سامي ترجمان.

-عندما يغادر مسؤولون عسكريون اجتماع لحكومة الطوارىء ( او حكومة الحرب) بسبب حدة الخلافات بينهما، وعندما يفض نتنياهو الاجتماع دون اي نتائج، وعندما يحاول غانتس الانسحاب من الحكومة متذرعا بذرائع شتى، وعندما يتهمه وزراء نتنياهو انه يعمل على اسقاط الحكومة، التي اعتقد انها ستنهي الحرب في ايام او اسابيع في غزة، وكل ذلك يحدث في وقت "الحرب"، والتي من المفترض ان توحد "الجبهة الداخلية في الكيان"، فمن المؤكد، ان الكيان الاسرائيلي في ورطة كبيرة، فالجميع بات يخشى ساعة الحساب، حيث بدأ الجميع من الان، الاستعداد للتهرب من تحمل مسؤولية الهزيمة النكراء التي مني بها الكيان في 7 اكتوبر، وهي هزيمة لم يشهدها منذ عام 1948 .

-ان الايام القادمة ستثبت للفلسطينيين والعرب والمسلمين وجميع احرار العالم، حجم الانجاز الضخم الذي قامت به المقاومة، ليس في السابع من اكتوبر فحسب، بل خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وهي اشهر شهدت اكبر هزيمة عسكرية وسياسية واخلاقية واقتصادية، للكيان الاسرائيلي، باتت تهدد وجوده المشؤوم، بعد ان عجز عن تحقيق اي انتصار، على غزة المحاصرة، رغم حرب الابادة التي شملت البشر والشجر والحجر، رغم ترسانته الضخمة من الاسلحة، ورغم وقوف الغرب وعلى راسه امريكا خلفه، بكل امكانياته، فهذه الهزائم سوف لا تعصف بحكومة نتنياهو فحسب، بل ستعصف باساس هذا الكيان، وهو جيش الاحتلال، الذي يكابر ويرفض الاعتراف بالهزيمة، وهو اعترف سيقوله ميدان الحرب، حتى لو لم يقله سفاحو الكيان، من قتلة الاطفال والرضع والخدج.