أمير قطر مفتياً لحلف الناتو!!

الأحد ٠٤ سبتمبر ٢٠١١
٠٢:٤٢ بتوقيت غرينتش
أمير قطر مفتياً لحلف الناتو!! في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماع باريس حول مستقبل ليبيا الخميس في الفاتح من أيلول (سبتمبر) وحضره بعض قادة الدول التي حضرت الاجتماع أجاب الأمير القطري على سؤال لأحد الصحفيين حول شرعية القصف والتدمير من جانب حلف شمال الأطلسي لليبيا بالقول إن هذا العدوان الأطلسي مشروع تماماً ولم يجد أي معارضة عربية أو إسلامية، بدليل عدم خروج أي مظاهرة ولو صغيرة ضده في أي دولة من الدول العربية أو الإسلامية.

وأردف حاكم قطر وصاحب قناة الجزيرة بأن التدخل الأجنبي في ليبيا إنما أتى من أجل حماية الشعب الليبي من الموت وبطلب عربي، ولولا هذا التدخل ما نجحت "الثورة" الليبية أو سقط نظام القذافي، وبهذه النتيجة فإن هذا التدخل العسكري الغربي مشروع بل ومرغوب على حد زعمه، ولم يقل لنا أمير قطر منطوق الفتوى التي أجازت التدخل العسكري لدول مجلس التعاون لحماية نظام فاسد وقمعي في البحرين!

لقد كرر الأمير  ذات "الصراحة" التي سبقه إليها وزير خارجيته وابن عمه حين طلب من العرب استجداء الولايات المتحدة الأمريكية إن أرادوا حل معضلتهم ووقف العدوان الوحشي من جانب العدو الصهيوني على لبنان والشعب الفلسطيني، ولم يتردد في إعلان ذلك على الملأ...إذن هي الجرأة الزائدة عند الأمير وابن عمه وهي جرأة لها صفة معروفة عند العرب، وهي لا تعدو كونها محاولة لتغطية الدور المشبوه الذي تقوم به دولتهم الصغيرة في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة.

إن الفتوى التي يقدمها السيد حمد آل ثاني أمير قطر بخصوص جواز الاستعانة بحلف الناتو إن تطلبت حماية المدنيين ذلك واعتبار التدخل الأجنبي أمراً مشروعاً هي سابقة خطيرة لا أظن الشيخ القرضاوي والدكتور عزمي بشارة يوافقانه عليها إذا أحسن الظن بهما.

إن تشريع بهذه الصيغة يصدر عن حاكم عربي ولا يجد رداً واضحاً وحازماً بالرفض والإدانة من جانب الكتاب والمفكرين ومن ثم الساسة و الثوريين العرب سيشكل فاتحة لنهج التدمير والتخريب الذي تسلكه دول الخليج الفارسي العربية ومشيخاتها وممالكها تجاه شقيقاتها الجمهوريات في محاولة يائسة لمنع وصول الربيع العربي إلى مضاربها وربوعها.

إنها فتوى كافرة ولا يمكن لأي عربي مهما بلغت عمالته وجرأته في خدمة الغرب أن يقبلها، وكلنا اكتوينا بنار فلسطين، كما نكتوي الآن بنار ليبيا التي باتت تحت سيطرة حلف الناتو ويتحكم بها وبمستقبلها رغم كل مظاهر السيادة الزائفة التي يحاول كل من شارك في الجريمة إضفاءها على المشهد الليبي أو المجلس الانتقالي الحاكم الجديد لليبيا العربية.

التصريحات التي أطلقها أمير قطر لتشريع التدخل الأجنبي لم تكن عفوية بدليل الشرح الذي قدمه الرجل حول عدم انطلاق أي مظاهرة مناهضة لهذا التدخل على وحشيته وخسته والعدد الكبير من المدنيين الذين قتلوا جراء هذا التدخل المخالف لكل القوانين الدولية وللقرار الصادر عن مجلس الأمن بحظر الطيران لحماية المدنيين الليبيين، والذي قال عنه السيد بوتين رئيس وزراء روسيا الاتحادية إنه غزو صليبي جديد ضد العرب، فهل يتذكر أمير قطر هذا التصريح الروسي الذي وصف التدخل بأنه غير شرعي أم لا؟

قطر دولة صغيرة تحتاج لحماية من الغرب  وإن كنا ضد هذه الحماية من حيث المبدأ، ونفهم أن تقوم قطر بتأسيس قناة فضائية متميزة ومنفتحة كالجزيرة وتنفق عليها ببذخ حتى تعزز من قيمتها كدولة في المنطقة، كما يمكن معرفة أسباب وجود أكبر قاعدة أمريكية في الدوحة على بعد كيلومترات قليلة من قصر الأمير ينطلق منها العدوان الأمريكي على وطننا العربي قصفاً وتجسساً، لكن ما لا يمكن قبوله ولا فهمه أن يفتي أمير قطر في شأن يخص الأمة كلها، ويضع بلده و"جزيرته" في خدمة المشروع الأخطر على مصالح ومستقبل هذه الأمة تحت شعار الحرص على الشعب الليبي، في حين تقوم أمريكا والكيان الصهيوني بالعدوان على كل الأمة وتقتل وتدمر وتستوطن دون أن ينبس هو أو غيره من حلفائه في الخليج الفارسي والغرب ببنت شفة لشجب هذا العدوان وهذا القتل.

ليس من حق حاكم قطر ولا أي رئيس أو حاكم عربي أن يقدم فتوى تبيح استعمار أوطاننا تحت أي مبرر أو شعار مهما كان براقاً أو يحمل طابعاً إنسانياً زائفاً كما سمعنا من أمير قطر.

وحتى لو افترضنا حسن النية لتصريحات من هذا النوع فإن ما سيبنى عليها لا يمت بصلة لحسن النوايا، وكما يقال: الطريق إلى جهنم معبد بالنوايا الحسنة، رغم أني على يقين أن حاكم قطر وصاحب قناة الجزيرة لم يكن حسن النية حين رد على الصحفي بهذه الصيغة المدانة.

كنا نتمنى أن ينشغل القطريون والإماراتيون وغيرهم من حلفاء الناتو في الخليج الفارسي بشؤونهم الداخلية حيث أنظمة الحكم بلا دساتير أو قوانين وتشبه ممالك القرون الوسطى، وحيث المرأة لا تستطيع أن تقود سيارة وليس طائرة كما كان في ليبيا أو غيرها من بلادنا العربية.

كنا نتمنى أن ينشغل مسؤولوا دول الخليج الفارسي وإخوتنا في قطر بتقديم العون لمنكوبي الصومال والمجاعة هناك ويكتفوا بذلك ولهم الشكر والثناء، أما أن يشرعوا العدوان على أمتنا تحت مبررات ملتوية ولخدمة السيد الأمريكي والإسرائيلي فهذا ما يرفضه المواطن العربي .. بل وسيقاومه.  

 *  زياد أبوشاويش

0% ...

آخرالاخبار

'قسد' تتهم القوات السورية باستخدام الدبابات والمدافع ضد أحياء حلب


مادورو يدعو حكومات وشعوب 194 دولة إلى وقف العدوان الأمريكي


وزير الخارجية البلجيكي: قرار إسرائيل إنشاء مستوطنات جديدة غير مقبول


استشهاد 411 فلسطينيا منذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة


أوليانوف: المفاوضات مع طهران يجب أن تقتصر على القضايا النووية فقط


البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات


الإطار التنسيقي يدعو إلى الإسراع بتسمية رئيس وزراء للعراق


مستوطنون إسرائيليون يتسللون مرتين إلى سوريا خلال 24 ساعة


نتنياهو يستضيف قمة ثلاثية بالقدس هروبا من أزماته الداخلية والخارجية


صراع البقاء غرب جنين: قلع مئات الأشجار ومصادرة الأراضي