العالم- السعودية
الخبر يؤكد أن السعودية ستفتح أول متجر لبيع المشروبات الكحولية في العاصمة الرياض، وتحديدا في شارع السفارات في الحي الدبلوماسي الذي يضم سفارات دول عدة، ويمتد على مساحة ثمانية كيلومترات، وهو حي على مقربة من منشآت ومبان حكومية عدة كالديوان الملكي، ومجلس الوزراء، ومجلس الشورى.
وتعتبر هذه الخطوة تحولا كبيرا في السياسة الداخلية للمملكة التي منعت بيع المشروبات الكحولية منذ عهد الملك السابق عبد العزيز آل سعود في خمسينيات القرن الماضي، حتى وإن كان بيعها سيقتصر- بحسب ما نُقل عن مصادر مطلعة - على "الدبلوماسيين غير المسلمين".
وتُثير الخبر سؤالا واحدا لدى المواطنين والأجانب على حد سواء: هل هو تعديل شكلي في سياسة الحظر أم خطوة أولى في اتجاه انفتاح أكبر؟
وقال بعض المقيمين في الرياض لوكالة فرانس برس، إنهم يعتبرون هذا التطور بمثابة خطوة أولى في اتجاه توفير الكحول على نطاق أوسع، وعلى طريق إنهاء الحظر الوطني المفروض منذ العام 1952 في المملكة.
ورفض رجل أعمال كشف هويته؛ ما يسلط الضوء على الحساسية المحيطة بأي شيء يتعلق بالكحول في المملكة المحافظة.
وقال رجلان سعوديان في الثلاثينيات من العمر، خلال تناولهما طبقا من الحلوى، إنهما يشعران بالقلق حيال ما سيعنيه بيع الكحول لهوية المملكة.
وقال أحدهما: "هذا ليس ما نحن عليه..وجود هذا الأمر في مكان ما يؤثر على الثقافة والمجتمع".
وأضاف: "لنفترض أنه لدي أخ أصغر، من المحتمل أن يصبح مدمنا إذا كانت الكحول متوافرة له".
وتدخل صديقه ليقول إنه يفضل أن يستمر الناس في السفر إلى الخارج للشرب، كما يفعل كثيرون حاليا.
وتابع: "إنه أمر مخيف أنهم يسمحون بدخول أشياء مماثلة إلى (البلاد). أي شخص يريد تجربة الكحول، فهو على بعد ساعة بالطائرة. الجميع يسافرون هنا. الأمر سهل. ما أريد قوله هو أنني لست سعيدا بهذا القرار".
وهذه خطوة أخرى لتحرر اجتماعي في المملكة التي كانت ذات يوم محافظة للغاية والتي تعد موطنًا لأقدس المواقع في الإسلام. ورغم أن المتجر في الرياض يقتصر على الدبلوماسيين غير المسلمين، إلا أنه يأتي في الوقت الذي يهدف فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى جعل المملكة وجهة سياحية وتجارية كجزء من خطط طموحة لإبعاد اقتصادها ببطء عن النفط الخام.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات ناجمة عن السمعة الدولية للأمير بعد مقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018، وكذلك داخليًا مع الأعراف الإسلامية المحافظة التي حكمت مساحاتها الرملية لعقود من الزمن.
وقال دبلوماسي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة موضوع حساس اجتماعيا في المملكة العربية السعودية، إن المتجر يقع بجوار سوبر ماركت في الحي الدبلوماسي بالرياض وتجول الدبلوماسي في المتجر يوم الأربعاء، ووصفه بأنه يشبه متجرًا راقيًا معفاة من الرسوم الجمركية في مطار دولي كبير.
وقال الدبلوماسي إن تطبيق الهاتف المحمول يسمح بالشراء عبر نظام التخصيص. ولم يستجب المسؤولون السعوديون لطلب التعليق بشأن المتجر
يعتبر شرب الكحول حرامًا أو محرمًا في الإسلام ولا تزال السعودية واحدة من الدول القليلة في العالم التي تحظر الكحول، إلى جانب جارتها الكويت والشارقة في دولة الإمارات. وحظرت السعودية المشروبات الكحولية منذ أوائل الخمسينيات وأوقف الملك عبد العزيز، الملك المؤسس للمملكة، بيعها بعد حادثة وقعت عام 1951، حيث أصبح أحد أبنائه، الأمير مشاري، مخمورا واستخدم بندقية لقتل نائب القنصل البريطاني سيريل عثمان في جدة.
وفي عهد الأمير محمد ووالده الملك سلمان، فتحت المملكة دور السينما، وسمحت للنساء بقيادة السيارات، واستضافت مهرجانات موسيقية كبرى لكن التعبير السياسي والمعارضة يظل خاضعاً للتجريم الصارم، وربما تصل عقوبته إلى الإعدام.
وبينما تستعد السعودية لمشروع مدينة مستقبلية بقيمة 500 مليار دولار يسمى نيوم، انتشرت تقارير تفيد بأنه يمكن تقديم المشروبات الكحولية في منتجع شاطئي هناك.
جدل على وسائل التواصل الاجتماعي
ونشر رواد وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما على منصة إكس (تويتر سابقا)أوسمة احتجاجية مثل: #شولوم_بياع_الخمر و #السعودية_تايلند