فيديو خاص: مسؤول كبير يكشف عن ثورة ايرانية ناعمة

الأحد ٠٤ فبراير ٢٠٢٤ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

اعتبر مسؤول ثقافي كبير في ايران ان اهم خصوصية الامام الخميني التي ساهمت في انتصار الثورة الاسلامية وقيادته للجمهورية الاسلامية هي الشجاعه، معتبرا ان سبب شعبية الجمهورية الاسلامية اليوم هو تبنيها لشعاري العدالة والوحدة ومقارعة الاستكبار العالمي.

العالم - خاص بالعالم

وقال الشيخ عبد الحسين خسروبناه امين المجلس الاعلى للثورة الثقافية في ايران في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية: الجمهورية الاسلامية تشكلت وفق اسس الثورة، ومن اهم عناصرها هي الشعبية حيث ولدت من ثورة شعبية ومازالت وستبقى كذلك، والعنصر الثاني هو الولاء لعالم دين كان فقيها وفيلسوفا وعارفا وسياسيا والاهم انه كان شجاعا، وبعد الامام الخميني اصبحت قيادة الثورة بيد الامام الخامنئي، وهو ايضا حكيم وفقيه ومؤرخ وسياسي وعالم ضالع بالفن وشجاع.

وتابع خسروبناه: في الواقع جمعت الجمهورية الاسلامية بين دور الشعب والدين معا، فكما تعلمون في المناهج الغربية عندما يتم الحديث عن الديمقراطية يتم تهميش الدين، وفي مرحلة القرون الوسطة عندما كان يحكم الدين، كانت الشعوب مهمشة، والاسلام هو الذي جمع بين الاسلامية والشعب، والخصوصية الاخرى هي وحدة المسلمين بل وحدة كل الاحرار وانصار العدالة، وهذه الوحدة ترتكز على التوحيد.

واوضح: الخصوصية الاخرى للثورة الاسلامية هي المطالبة بالعدالة، والخصوصية المهمة الاخرى التي يجب الا نغفلها هي مقارعة الاستكبار، فالثورة الاسلامية هي ثورة ضد الاستكبار ولا تخضع لقوى الاستكبار العالمي، وما نشهده مما يقوم به حزب الله لبنان و انصار الله اليمن والحشد الشعبي والمجاهدون في العراق وسائر الاحرار في العالم الذين يستلهمون من الثورة الاسلامية مستلهم من عنصر مقارعة ومناهضة الظلم والاستكبار العالمي.

ووصف الشيخ عبد الحسين خسروبناه امين المجلس الاعلى للثورة الثقافية في ايران خطاب المقاومة بانه من الخطابات الفطرية والانسانية والاخلاقية، ان يصمد الانسان امام الظلم ويثبت ولا يسمح بان يسود الظلم ويواجه الاستكبار، الجمهورية الاسلامية في ايران بفضل تضحيات اناس عظماء مثل الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس، وعماد مغنية وسائر شهداء المقاومة وقفت بوجه الاستكبار وتمكنت من نشر هذا الانجاز المهم على المستوى الاقليمي والدولي، وان تعطيه زخما وروحا جديدة.

وتابع خسروبناه: عندما كان الكيان الصهيوني قبل انتصار الثورة الاسلامية يشن عدوانا على المخيمات الفلسطينية او على لبنان او سوريا، كانت المقاومة ضعيفة، لكن بعد تشكيل الجمهورية الاسلامية ساد خطاب المقاومة وتضاعفت روح المقاومة والاندفاع نحوها كثيرا، وفي حرب الـ 33 يوما التي كانت بحق حربا عالمية على لبنان، وقف كل الشعب اللبناني مع حزب الله، ولا اقصد هنا بالشعب اللبناني الشيعة فقط، بل اهل السنة والمسيحيين ومن كل الطوائف والمكونات، وقفوا في وجه الكيان الصهيوني وقاوموا واضطر كيان الاحتلال الى التراجع واعلان الهزيمة.

واضاف: وفي طوفان الاقصى مؤخرا شهدنا الظلم والجور الكبير من الاميركيين والبريطانيين والكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة، وكيف يقصفون الناس الابرياء، لكن الناس صمدوا، وحماس صمدت، ولم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيق اي من اهدافه في القطاع من احتلاله بالكامل والقضاء على المقاومة وتحرير اسراه، هذا انجاز مهم،.

واتهم الغرب بقيادة الولايات المتحدة بانهم هم من اوجد داعش والهدف الاساس من ذلك هو تقسيم العراق وسوريا ومن ثم ايران الى 9 دول، لكن محور المقاومة ولد من رحم هذه الشعوب ووقف بوجههم، ولم يتمكن هؤلاء من تحقيق اهدافهم وفشلوا في ذلك ورُد كيدُ الشيطان الاكبر الى نحره، والان تشاهدون في دول مثل الولات المتحدة وبريطانيا والدول الاوروبية الناس في الجامعات يتظاهرون بالالاف والملايين ويدافعون عن الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة ويهتفون ضد الكيان الصهيوني، وهذا من نتاج انتشار خطاب المقاومة في اميركا واوروبا.

واكد الشيخ عبد الحسين خسروبناه امين المجلس الاعلى للثورة الثقافية في ايران ان فكر وخطاب المقاومة حتى ما قبل طوفان الاقصى كان خطابا اقليميا، لكن بعد طوفان الاقصى اصبح خطابا دوليا ومنتشرا حتى في قلب اوروبا واميركا.

وشدد خسروبناه على ان الثورة الاسلامية كانت ثورة في القلوب، عندما تحدث ثورة في القلوب، وثورة المستضعفين تغيير في القلوب، تصبح هذه الثورة مصداقا لدعاء يا مقلب القلوب والابصار، ولذلك فاننا نشهد انه حتى في الغرب او في افريقيا يطلقون على اولادهم اسم روح الله الخميني او مرتضى مطهري او بهشتي او غير ذلك.

وتابع: عندما يصبح اسم الولد خميني او بهشتي او طالقاني او اسم سائر كبار الثورة فان هذا يدل على ان الثورة الاسلامية كانت ثورة ناعمة، واريد القول ان هذه الحرب الناعمة التي يشنها اليوم العدو والتي نطلق عليها اصطلاحا بالحرب المعرفية او الغزو الثقافي، قبل هذا كنا نحن قد بدأنا جهادا ناعما من خلال الثورة الاسلامية، وهؤلاء عمدوا لمواجهة ذلك.

واكد الشيخ عبد الحسين خسروبناه امين المجلس الاعلى للثورة الثقافية في ايران: اننا شهدنا بداية تأثيرات القوة الناعمة للجمهورية الاسلامية في المنطقة متمثلة بتشكيل حزب الله وانصار الله، واندلاع طوفان الاقصى، ومن ثم نرى ان هناك حركة مستمرة تتشكل في شرق وغرب العالم، واسمحوا لي ان اضرب مثلا واضحا على القوة الناعمة للجمهورية الاسلامية.

وتابع: قبل الثورة الاسلامية كانت العلمانية سواء على المستوى الفكري والعملي تسود بخطاب فصل الدين عن السياسية، ولكن الان ونحن نتحدث، فان الدين له خطاب في العلم والثقافة والحضارة والعلوم الانسانية والفن والموسيقى والسينما، وهذه كلها من مصاديق انجازات القوة الناعمة للجمهورية الاسلامية التي طرحها الامام الخميني.

واردف خسروبناه: عندما طُرحت شعارات الثورة الاسلامية مثل العدالة وسيادة الشعب والقيم الاخلاقية وخاصة الدفاع عن المظلوم ومواجهة الظالمين والاستكبار، فان هذه الشعارات الفطرية تستقر في نفوس الناس وتحقق فاعليتها وتستمر حتى ظهور امام العصر.

واوضح: ان الاسلام يعتبر العقل والتجربة مصدرين اساسيين للمعرفة، الى جانب الوحي، ويعتبر العقل والوحي جناحين لتقدم وازدهار الانسان والمجتمعات البشرية، ولذلك يمكننا في المنهج الفكري الاسلامي ان نواكب اخر التطورات التقنية والعلمية، مثلا الان يُطرح موضوع الكوانتوم والذكاء الاصطناعي.

واكد الشيخ عبد الحسين خسروبناه امين المجلس الاعلى للثورة الثقافية في ايران: نحن نسعى في الجمهورية الاسلامية الا نتخلف عن ركب التقدم المعرفي، وتم وضع الخطة المعرفية الشاملة للبلاد، وتحديثها، وكذلك في مجال الامن الغذائي والزراعة، لان الاسلام لا يتنافى مع العلم والعقل، لكن الى جانبهما يدعو للاستفادة من الوحي.