هل كان فخًا؟.. البنود التي رفضتها حماس ضمن اتفاق التهدئة بغزة

هل كان فخًا؟.. البنود التي رفضتها حماس ضمن اتفاق التهدئة بغزة
الأربعاء ٠٧ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش

بعد رد حركة "حماس" على اتفاق الإطار "الغامض" الذي تسلمته من الوسطاء حول التهدئة في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى ضمن صفقة تبادل مع الجانب الصهيوني، بدأت تتكشف تدريجيًا تفاصل وبنود الاتفاق ورد حماس النهائي بعد أيام طويلة من المشاورات الداخلية مع الفصائل الفلسطينية.

العالم- فلسطين

فنقلت فضائية "الأقصى"، عن مصدر مسؤول في حركة "حماس"، أن "المشاورات الوطنية أدخلت تعديلات على مقترح باريس بجداول زمنية واضحة".

وذكر المسؤول أن "التعديلات الوطنية على مقترح باريس تتعلق بوقف إطلاق النار، والإعمار وعودة النازحين، وتوفير الإيواء العاجل، وإخراج الجرحى ورفع الحصار".

ولفت المصدر إلى أن الوسطاء تعاملوا مع رد حماس على مقترح باريس بإيجابية وتفهم.

كما أكد مصدر آخر في حركة "حماس"، أن "الرد الذي سلّمته الحركة إلى مصر وقطر تضمن تعديلات جوهرية على اتفاق إطار باريس"، مشدداً على أن الحركة "أكدت في ردها على أنها تنظر بإيجابية إلى مقترح يفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار، ورفع كامل للحصار عن قطاع غزة".

المصدر نفسه أشار إلى أن اتفاق إطار باريس "يهدف إلى تسليم المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة دون ثمن ومقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". بينما "لم يتضمّن تعهدات بوقف إطلاق النار وتهدئة مؤقتة".

وأوضح المصدر ذاته، أن "المقترح لم يتضمن عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة وحرية التحرك؛ وهو شرط تتمسك به الحركة".

كما أشار إلى أن التعديلات التي طالبت بها الحركة بالتشاور مع فصائل المقاومة "تتضمن جداول زمنية بالأرقام تتعلق بوقف إطلاق نار وسحب الآليات من القطاع وعودة النازحين إلى مناطقهم وإعادة الإعمار والسماح بسفر الجرحى".

وأعلنت حركة "حماس"، الثلاثاء، تسليم ردها إلى مصر وقطر حول "اتفاق الإطار" لمقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت في بيان "قامت حركة حماس قبل قليل، بتسليم ردها حول اتفاق الإطار للإخوة في قطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة".

وأضافت: "تعاملت الحركة مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".

وثمنت حماس "دور مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني".

وفي السياق، أكد وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء، أن رد حماس حول مقترح الهدنة في قطاع غزة "إيجابي ويتضمن ملاحظات"، وقال آل ثاني خلال مؤتمر صحافي بالدوحة مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، "تسلمنا رد حماس حول اتفاق الإطار (بشأن هدنة غزة) وهو يتضمن ملاحظات وإيجابي في مجمله".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن بلاده تراجع رد حماس على إطار لاتفاق يقضي بإطلاق سراح المحتجزين مقابل وقف طويل للقتال في غزة، مضيفًا في المؤتمر الصحافي أنه سيبحث رد حماس مع المسؤولين في إسرائيل عندما يزورها غدا الأربعاء.

وقال بلينكن "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا ما زلنا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن، وضروري بالفعل".

وقال مسؤولون صهاينة إن حركة "حماس" وضعت شروطا مستحيلة في ردها على اتفاق الإطار في باريس و"جوابها هو لا".

ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية عن مسؤولين صهاينة قولهم "تقوم إسرائيل بتحليل رد حماس على اتفاق إطلاق سراح المختطفين وصياغة رد رسمي".

وقال المسؤولون الصهاينة إنه "في ظاهر الأمر، قالت حماس (نعم) للإطار، لكنها وضعت شروطا مستحيلة. وعلى أية حال، فإن إسرائيل لن توقف القتال. في ظل الظروف المستحيلة، فإن رد حماس يشبه الرد السلبي".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أن رد حماس على إطار اتفاق لوقف النار في غزة مبالغ فيه بعض الشيء.

وفي 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، عُقد اجتماع في باريس بمشاركة كيان الاحتلال والولايات المتحدة ومصر وقطر، لبحث صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، تتم عبر 3 مراحل، وفق مصادر فلسطينية وأمريكية.

وخلال الأيام الماضية، قالت "حماس" في أكثر من مناسبة إنها تجري مشاورات متواصلة مع الفصائل الفلسطينية لتباحث المقترح والعرض المقدم.

وتقدّر "تل أبيب" وجود نحو 136 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين، لكن لا تأكيد بشأن العدد النهائي لدى الطرفين.

وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "حماس"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 239 شخصاً على الأقل في بلدات ومدن محيط غزة، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وكانت وساطة قطرية – بدعم مصري أمريكي- قد نجحت في التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستمرت أسبوعاً، تم خلاله إطلاق سراح 240 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال، مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيلياً.

رأي اليوم