'واشنطن بوست' تستعرض القدرات العسكرية الإيرانية

'واشنطن بوست' تستعرض القدرات العسكرية الإيرانية
السبت ١٣ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٣:٢٨ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذى تسود فيه حالة من الترقب لهجوم إيراني محتمل على كيان الاحتلال الصهيوني، رداً على استهدافه القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر الحالي، أسفر عن استشهاد 7 عناصر من حرس الثورة الاسلامية، بينهم العميد محمد رضا زاهدي، استعرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير مطول القدرات العسكرية الإيرانية.

العالم - ايران

• تقديرات حول الرد الإيراني

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تقديرات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين ترجح أن رد طهران على قصف القنصلية سينطلق من الأراضي الإيرانية.

وبحسب "واشنطن بوست"، هذا ما فعله الإيرانيون بعد اغتيال قائد فيلق القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني عام 2020، حيث أطلقت إيران صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، وإصابت أكثر من مائة جندي أمريكي.

وادعى مسؤولون صهاينة إنهم سيردون على أي هجوم تشنه إيران بهجوم مضاد، وهو ما يثير المزيد من الأعمال الانتقامية من إيران وربما تتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً.

وزعمت الصحيفة الأمريكية، أنه توجد فرصة لأن يجر صراع مماثل الولايات المتحدة، بالرغم من أن واشنطن أوضحت أن لا علاقة لها بهجوم دمشق.

وفي حين من المتوقع أن تشن إيران هجوما على كيان الاحتلال، قال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون، يوم الجمعة، إنهم لا يتوقعون استهداف الولايات المتحدة أو جنودها. هذا فيما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم ثابت لـ"إسرائيل" حال وقوع هجوم إيراني. وبحسب "واشنطن بوست"، يقول محللون إن خصوم إيران، لا سيما الولايات المتحدة و"إسرائيل"، تجنبوا شن ضربات عسكرية مباشرة على إيران على مدار عقود، لعدم رغبتهم في التورط مع الجهاز العسكري لطهران.

وبدلاً من ذلك، انخرطت "إسرائيل" وإيران في "حرب ظل" طويلة عبر هجمات جوية وبحرية وبرية وسيبرانية، واستهدف كيان الاحتلال سراً منشآت عسكرية ونووية داخل إيران، واغتال قادة عسكريين وعلماء.

وقال أفشون أوستوفار، الأستاذ المساعد بشؤون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية والخبير في الشؤون العسكرية الإيرانية إن "هناك سببا لعدم ضرب إيران. وهذا ليس لأن خصوم طهران يخشونها، بل إنهم يدركون أن أي حرب ضدها هي حرب خطيرة جدا".

• ما هى القدرات العسكرية الإيرانية؟

وبحسب تقييم سنوي أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية العام الماضي، فإن القوات المسلحة الإيرانية بين الأكبر في الشرق الأوسط، مع وجود ما لا يقل عن 580 ألف جندي في الخدمة الفعلية، وحوالي 200 ألف من الاحتياط المدربين والمقسمين بين الجيش النظامي وحرس الثورة. ويمتلك كل من الجيش والحرس قوات برية وجوية وبحرية نشطة منفصلة، حيث يتولى الحرس المسؤولية عن أمن الحدود الإيرانية.

وتضطلع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بعملية تنسيق تلك الفروع وتضع الاستراتيجية العامة.

ويندرج ضمن حرس الثورة أيضا فيلق القدس، وهو وحدة نخبة تتولى مسؤولية تسليح وتدريب ودعم شبكة فصائل المقاومة في شتى أنحاء الشرق الأوسط وأبرزها حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية هو قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، الذي له القول الفصل في جميع القرارات الكبرى.

وفي حين لا تعتبر فصائل المقاومة جزءاً من القوات المسلحة الايرانية، يقول محللون إنها تعتبر قوة إقليمية حليفة – مستعدة للمعارك، ومدججة بالسلاح وموالية أيديولوجياً – ويمكن أن تهب لمساعدة إيران حال تعرضها للهجوم.

وقال فابيان هينز، الخبير في الشؤون العسكرية الإيرانية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "مستوى الدعم وأنواع الأنظمة التي قدمتها إيران للأطراف من غير الدول غير مسبوق حقاً فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية والكروز".

وأضاف: "يمكن أن ينظر إليها باعتبارها جزءاً من قدرات إيران العسكرية، لا سيما حزب الله، الذي يتمتع بأوثق علاقة استراتيجية مع إيران".

• ما نوع الأسلحة التي تمتلكها إيران؟

وتشير "واشنطن بوست" إلى أنه على مدار عقود، ارتكزت الاستراتيجية العسكرية الإيرانية على الردع، مؤكدة تطوير صواريخ دقيقة طويلة المدى وطائرات بدون طيار ودفاعات جوية.

كما بنت أسطولاً كبيراً من الزوارق السريعة وبعض الغواصات الصغيرة التي يمكنها عرقلة حركة الشحن وإمدادات الطاقة العالمية التي تمر عبر الخليج الفارسي ومضيق هرمز. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن إيران تمتلك أحد أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط.

ويتضمن ذلك صواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن، بالإضافة إلى صواريخ باليستية يصل مداها لـ2000 كيلومتر.

وتمتاز تلك الصواريخ بالقدرة والمدى على ضرب أي هدف في المنطقة، بما في ذلك كيان الاحتلال. وخلال السنوات الأخيرة، حازت مخزوناً كبيراً من الطائرات بدون طيار التي يتراوح مداها ما بين 1200 و1500 ميل، وهي قادرة على التحليق على ارتفاع منخفض لتفادي أنظمة الرادار، بحسب خبراء وقادة إيرانيين أجروا حوارات مع وسائل إعلام حكومية.

ولم تخف إيران هذه التعزيزات، حيث عرضت مجموعة الطائرات بدون طيار والصواريخ خلال العروض العسكرية، وتطمح لبناء شركات تصدير كبيرة في مجال الطائرات بدون طيار، بحسب "واشنطن بوست".

وقال خبراء إن قواعد ومنشآت التخزين في إيران منتشرة على نطاق واسع، وهي مخفية تحت أعماق الأرض وتحصنها الدفاعات الجوية، مما يصعب تدميرها بالضربات الجوية.

• من أين تحصل إيران على الأسلحة؟

وبحسب الصحيفة الأمريكية، حرمت "العقوبات الدولية" إيران من الأسلحة المتطورة والمعدات العسكرية المصنعة في الخارج مثل الدبابات والمقاتلات.

فخلال الحرب المفروضة على إيران من قبل نظام البعث الصدامي والتي استمرت ثمانية أعوام في فترة الثمانينيات، كان عدد قليل من الدول فقط مستعد لبيع أسلحة إلى إيران. وعندما أصبح اية الله خامنئي قائدا للثورة عام 1989، بعد عام من انتهاء الحرب، كلف حرس الثورة بتطوير صناعة الأسلحة المحلية.

وتصنع إيران كميات كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار محلياً، وأعطت الأولوية للإنتاج الدفاعي، وفقاً لخبراء. كما قوبلت محاولاتها لصنع عربات مدرعة وسفن بحرية كبيرة بنتائج متباينة، فيما تستورد غواصات صغيرة من كوريا الشمالية مع توسيع وتحديث أسطولها المنتج محليا.

وقال خبراء إن الدبابات والمركبات المدرعة الإيرانية قديمة، ولا يوجد سوى عدد قليل من سفن البحرية الكبيرة.

وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن سفينتين لجمع المعلومات المخابراتية، "ساويز" و"بهشاد"، اللتان نشرتا في البحر الأحمر، ساعدتا الحوثيين في تحديد السفن المملوكة لـ"إسرائيل" من أجل شن الهجمات عليها، بحسب مزاعم الصحيفة.