العالم – الخبر و إعرابه
-اعلان ايران، وبشكل فوري وواضح وصريح، عن عدد واسماء الشهداء الذين يرتقون شهداء في صفوف قواته المسلحة، في معارك الشرف، دفاعا عن حياض الجمهورية الاسلامية في ايران، ودفاعا عن امن واستقرار الشعب الايراني، ودفاعا عن المقدسات الاسلامية في العراق وسوريا، ودفاعا عن قضية المسلمين العادلة فلسطين، هو أمر يعود بالدرجة الاولى الى المكانة المرموقة للشهيد في الثقافة الايرانية، وفي تعاليم الدين الاسلامي الحنيف.
-كان من الممكن للحكومة الايرانية ان تتستر على حادث ارتقاء الشهداء، وان لا ترد بالتالي على العداون "الامريكي الاسرائيلي"، الا ان مثل هذه السياسية لا مكانة لها في القاموس الايراني الاسلامي، فالشهيد له مكانة مقدسة في هذا القاموس، ولا يمكن في اي ظرف من الظروف ان يتم التستر على شهيد ارتقى في طريق اعلاء كلمة الله وعلى طريق الدفاع عن الوطن والدين والمقدسات الاسلامية، مهما كانت الظروف. ويكفي الثقافة الايرانية الاسلامية فخرا، ان تتقدم عبارة "التهئنة" على عبارة "التعزية" عندما يتم نعي اي شهيد، فالشهادة اسمى مرحلة يمكن ان يصل اليها الانسان المسلم على الاطلاق.
-الاعلان الايراني الفوري عن عدد شهداء العدوان "الاسرائيلي الامريكي"، إستوقف عدد من المراقبين الذين يتابعون ما يجري في منطقتنا خاصة بعد معركة "طوفان الاقصى"، لانه يتناقض كليا مع السياسة التي يتعامل بها الكيان الاسرائيلي، مع قتلاه وخسائره، فهذا الكيان يعتمد على سياسة إخفاء حجم خسائره والتمويه عليها ، حيث تخضع الإعلانات عن أي قتلى أو عمليات المقاومة إلى مقص الرقابة العسكرية أو منع من النشر، وهو قرار ملزم يتم بموجبه منع نشر أي معلومات عن القتلى سواء من وسائل الإعلام، أو من المؤسسات الرسمية، أو من المستوطنين، كما يمنع الاحتلال وسائل الإعلام الإسرائيلية من تداول ما تنشره فصائل المقاومة من مقاطع مصورة تظهر استهداف الجيش وتكبيده الخسائر.
-احد المراقبين رصد حادثة في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما خالفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" هذه السياسة، ونشرت تقريرا صادما عن خسائر جيش الاحتلال في الحرب على غزة، وقالت فيه إن عدد الجنود الجرحى بلغ نحو 5 آلاف، من بينهم ألفان على الأقل أصبحوا في عداد المعاقين، لكن الصحيفة ما لبثت أن سحبت تقريرها، ونشرت أعدادا أقل من ذلك بكثير. وفي اليوم ذاته، كشفت صحيفة هآرتس أن ثمة فجوة كبيرة بين عدد الجنود الجرحى الذي يعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وما تظهره سجلات المستشفيات، مشيرة إلى أن العدد الذي أعلن عنه الجيش هو 1600 جريح، بينما تظهر القوائم التي أعلنت عنها المستشفيات أنها استقبلت 4591 جريحا خلال الفترة نفسها.
-في بعض الاحيان يضطر جيش الاحتلال للكشف عن قتلاه وخسائره، والسبب يعود في ذلك، الى توثيق المقاومة اللبنانية والفلسطينية لكثير من عملياتها ضد جيش الاحتلال، الامر الذي يدفع المحتل للاعلان عن بعض خسائره لا كلها، في محاولة لمنع انهيار مصداقيته بالكامل امام جمهوره.
-هناك اسباب كثيرة تدفع الكيان الاسرائيلي الى اخفاء الحقيقة عن الصهاينة، وهم هذه الاسباب، هو طبيعة المجتمع الصهيوني، فهذا المجتمع غير متجانس، حيث تشير الدراسات الى ان اعضاء هذا المجتمع جاءوا من 120 بلدا، اي يحملون جنسيات 120 بلدا، ويتحدثون ب 80 لغة، ولا يربطهم اي رابط بارض فلسطين، لذلك حاول الغرب وعلى راسه امريكا، العمل على تسليح هذه المجاميع الغريبة المتفرقة من البشر، باحدث ما يملك من اسلحة، وان يدعمها بالمال، وبكل اسباب القوة، لفرض وجودها على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، لذلك فهي لا تتحمل من اجل البقاء في فلسطين، ان تقدم ارواحها من اجل ارض ليست لها، وهذا السبب هو اهم اسباب تستر جيش الاحتلال على قتلاه، بل انه يقوم باغراء عوائل القتلى بالمال حتى لا تعلن عن قتلاها، وهذا ما يفسر هروب الجنود الصهاينة، لا سيما بعد معركة طوفان الاقصى، ليس من الخدمة العسكرية، بل من فلسطين المحتلة، والعودة الى بلدانهم، كما ذكر تقارير للاعلام الصهيوني نفسه.
-اخيرا، عندما تكون القوة وحدها هي التي تربط المستوطن بارض فلسطين، فانه سيرحل رغما عن انفه يوما ما، اذا ما اصطدم بمن يحمل قوة اقوى بكثير من قوته المستعارة، وهي قوة الايمان، كما هي في قلوب وعقول ووجدان ابطال المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وسوريا وجميع اركان محور المقاومة.