صور.. جنود الإحتلال في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟

الجمعة ٠١ نوفمبر ٢٠٢٤
٠٤:٤٧ بتوقيت غرينتش
صور.. جنود الإحتلال في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟ يمتلئ فضاء السوشال ميديا بصور جنود إسرائيليين وهم يوثقون الانتهاكات التي يقومون بها سواء في غزة أو في جنوب لبنان.. إنهم يقترفون أفعالهم ويوثقونها ثم يتفاخرون بها.

العالم- فلسطين

ولعل أغرب ما تفتقت عنه ذهنية جنود الجيش الإسرائيلي هو تفاخرهم بارتداء ملابس النساء في غزة ولبنان.

وتكشف الصور والفيديوهات جنودا إسرائيليين متفاخرين وهم داخل بيوت العائلات الفلسطينية أو اللبنانية بعد قتلها أو تهجير أهلها، حيث يقوم الجنود بتفتيش الخزائن وارتداء ملابس ربات البيوت، بل وحتى ملابس الأطفال في بعض الأحيان.

والسؤال الأهم: لم يقوم الجنود بذلك؟ هل هي ظاهرة فردية؟ أم هي من صميم البنية العقائدية للجيش الذي يزعم أنه الأكثر أخلاقية في العالم؟ وما رأي القانون الدولي والإنساني في ممارسات كهذه؟

يكشف تحليل هذه الصور في منازل تم اقتحامها عن أبعاد نفسية واجتماعية معقدة، تشير إلى أسلوب عدواني ينطوي على السخرية والإذلال. ويحمل هذا التصرف دلالات عميقة ترتبط بمفهوم القوة والسيطرة، إذ يستهدف جيش الاحتلال إذلال المجتمع المهجّر والمحتل وسلبه رموزه الثقافية وكرامته، ضمن آليات نفسية تهدف إلى تحطيم الروح المعنوية للضحايا.

ماذا تقول الصور؟

إن تحليل هذه الصور من منظور نفسي واجتماعي يكشف عن عدة أبعاد تتعلق بسلوك الجنود الإسرائيليين في مواقف الاحتلال والعدوان، وكذلك بتأثيرات القوة والنزاعات على التصرفات البشرية.

ويكشف النظر العميق في دلالات هذه الصور عدة أمور:

التعبير عن القوة والسيطرة: ارتداء ملابس النساء في المنازل التي تم اقتحامها قد يكون تعبيراً ساخرًا عن السلطة والسيطرة، وهو يهدف إلى إرسال رسالة للمهجرين بأنهم أصبحوا عرضة للسخرية، وأنه تم الاستيلاء على خصوصياتهم وممتلكاتهم دون أي احترام. هذا التصرف يعكس نوعًا من الاستعلاء الثقافي ومحاولة تقويض كرامة أصحاب المكان الأصليين.

إذلال الضحية وإزالة الإنسانية: في مثل هذه النزاعات، قد يتجه بعض الجنود إلى سلوكيات هدفها إذلال الضحايا واحتقارهم، كجزء من الحرب النفسية. ارتداء ملابس نسائية للضحايا هو محاولة لإظهار التفوق العسكري عبر إهانة الجانب المعنوي والثقافي للضحية، بحيث يشعر المُهجَّر بأن حتى ملابسه وخصوصيته لم تعد في مأمن.

التنفيس عن الضغط النفسي: في أحيانٍ كثيرة، يلجأ الجنود المشاركون في النزاعات إلى سلوكيات غير اعتيادية كوسيلة للتنفيس عن التوتر الناتج عن الحرب والضغوط النفسية المرتبطة بها. قد يُستخدم السخرية والهزل كآلية دفاع نفسي للتخفيف من مشاعر الخوف أو الذنب.

التصوير للتأثير الإعلامي: التقاط صور من هذا النوع ونشرها له تأثير إعلامي مقصود، حيث يسعى الجنود، أو من يقومون بنشرها، إلى تعزيز صورة القوة والاستهتار بالمجتمع الذي تم احتلاله أمام جمهورهم، ما يمكن أن يُستخدم لخلق شعور بالتفوق واللامبالاة تجاه المعاناة الإنسانية للضحايا.

استخدام الرمزية الثقافية: في الثقافات العربية، الملابس النسائية ترمز إلى الشرف والعفة، وهنا يتم استخدامها كأداة للسخرية، ما يعكس محاولة للتلاعب بالرموز الثقافية واستغلالها من أجل التحقير.

بشكل عام، يُظهر هذا السلوك تحقيرًا للضحايا، ويكشف كيف يمكن أن تؤدي الحرب إلى تطبيع سلوكيات مهينة وغير إنسانية من قبل جيش الاحتلال، وهو بلا شك يكشف نزعة سادية منزوع عنها أي تعاطف إنساني.

0% ...

آخرالاخبار

'إسرائيل' والإمارات تصطفان في مواجهة النفوذ السعودي


نواف سلام: خطة حسر السلاح جنوبي الليطاني وصلت ايامها الاخيرة


موسکو تعلن استعداد بوتين للحوار مع ماكرون


الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة تبحثه حماس مع مخابرات تركيا


المرحلة الثانية لغزة على المحك.. وانتهاكات الإحتلال مستمرة


من المليار إلى التطبيع؟ قصة أنطون الصحناوي التي تهز الوسط اللبناني


حسم مرشح الاطار لـ'نائب رئيس البرلمان' ورئاسة الوزراء لم تحسم بعد


الإعلام العبري بين لقاء ترامب–نتنياهو وتصعيد الجبهة اللبنانية


طاجيكستان تدعو إلى توسيع التعاون في مجال الطيران المدني مع إيران


فنزويلا: احتجاز واشنطن لناقلة النفط الثانية قبالة سواحلنا قرصنة