"عاموس" كلامٌ من ذهب

الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١١
٠٣:٠٧ بتوقيت غرينتش
20-9-2011 د. فايز أبو شمالة fayez@palnet.com

  لماذا لا يسأل العربي الفلسطيني نفسه كل صباح: من ذا الذي يقف وراء هذا الأمن المستتب للإسرائيليين على كل أرض فلسطين؟ وهل يحلم المستوطن اليهودي فوق أراضي الضفة الغربية بأحلى من هذه الأيام، وأطيب من هذا الأمان والاطمئنان؟

سؤالان أفترض أنهما يقضان مضجع الفلسطيني الذي اغتصب الصهاينة أرضه، ويؤرقان العربي الذي تحاصره الصهيونية في غرفة نومه، وفي مقاعده البرلمانية، سؤالان أجاب عنهما بصدق وصراحة مطلقة "عاموس جلعاد"، رئيس الدائرة الأمنية والسياسية في وزارة الأمن حين قال كلاماً من ذهب، كلام يجب أن يسجل على رأس صفحة الأولى للذاكرة العربية، وأن نكرره وسائل الإعلام صباح مساء، قال "عاموس": "لقد حاربنا التنظيمات الفلسطينية زمناً طويلاً، ولقد فشلنا، ولكن في نهاية الأمر استطعنا أن نعيش بأمن، وذلك بفضل العلاقات الأمنية مع السلطة الفلسطينية".

اعتراف صريح من مسئول أمني إسرائيلي بالفشل في محاربة التنظيمات الفلسطينية، وهذه حقيقة يعرفها كل الفلسطينيين، وهم يؤكدون أن المخابرات الإسرائيلية ستفشل إلى الأبد في محاربة المقاومة، ولكنها نجحت في توفير الأمن لليهودي، نجحت، والفضل في ذلك يرجع إلى العلاقات الأمنية مع السلطة الفلسطينية!.

ما جرى على أرض فلسطين من نجاح أمني إسرائيل يجري في معظم بلاد العرب، وإذا كان الأمن إسرائيلي قد فشل في محاربة المقاومة بشكل مباشر، فمن الأولى أن يفشل في مواجهة الجيوش العربية بشكل مباشر، لذلك عمدت المخابرات الإسرائيلية إلى تأمين أمن إسرائيل من خلال تأمين السلطان العربي الشبيه بالسلطة الفلسطينية، السلطان الذي سيكفى اليهود شر قتال المقاومين، ويضمن أمن الإسرائيليين.

سأضرب لذلك مثلاً بما جاء على لسان الجنرال المتقاعد "عاموس جلبوع" حين قال: "إن احترام مصر لاتفاقية "كامب ديفيد" يمثل أحد أهم الضمانات الأساسية لبقاء الكيان الصهيوني في المنطقة"!. هذا الاعتراف العسكري الإسرائيلي يكفي للدلالة على ضعف الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه وجهاً لوجه أمام الجيش العربي، لذلك حرصت إسرائيل، وتحرص على التأثير في مجريات الأحداث في الوطن العربي، من خلال تأمين وصول السلطان الذي يحفظ أمن إسرائيل، وقد عبر عن ذلك بوضوح "سيلفان شالوم": حين قال: إن آخر ما ترغب فيه إسرائيل هو أن تجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر في ظل حالة الغليان الجماهيري ضد عملية السلام مع إسرائيل؟

بعد هذا الحديث الواضح الصريح، هل ظل من يبكي على السلطة الفلسطينية؟ هل ظل من ينكر على إسرائيل نجاحها في تحويل القضية الوطنية الفلسطينية إلى قضية سلطة، تقبض على الأمن الإسرائيلي باليمين لتقبض مال المانحين بالشمال؟!.

0% ...

آخرالاخبار

ويتكوف يعلق على المفاوضات التي جرت في ميامي بشأن التسوية في أوكرانيا


الشيخ قبلان: الحكومة اللبنانية تهجم على لبنان بدلا من الهجمة على اسرائيل


مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو


حاطوم: الجيش اللبناني مُقيّد سياسياً ولا يُسمح له بمواجهة الإحتلال!


الفصائل العراقية.. حصر السلاح رهن بخروج قوات الاحتلال


احتجاجات في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو


حصار نفطي أميركي يشتدّ: ناقلة فنزويلية ثالثة تقع بقبضة واشنطن!


مصر تتحدث عن شروط المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة


اللواء موسوي: اغتيال اليهود مخطط اسرائيلي للايحاء بمعاداة السامية


جنوب اليمن وصراع النفوذ.. التحولات الميدانية وسيناريوهات المستقبل