واضاف تريشيه، في كلمة امام لجنة بريتون وودز، «على مدى الأشهر القليلة الماضية انتقلت وطأة الدين السيادي من الاقتصادات الاصغر حجما إلى بعض من دول الاتحاد الاوروبي الاكبر حجما».
ومضى قائلا: «علامات الاجهاد واضحة في كثير من اسواق السندات الحكومية الاوروبية، في حين ان التقلبات الكبيرة في سوق الأسهم تشير الى ان التوترات انتشرت في ارجاء اسواق رأس المال حول العالم».
وفي الأشهر القليلة الماضية اضطر البنك المركزي الاوروبي لاتخاذ اجراءات كان قد توقف عن استعمالها مع تصاعد ازمة الدين السيادي في منطقة اليورو، وسط تهديد بامتدادها الى ايطاليا واسبانيا.
من جانبها، حثت المدير العام لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، أمس الأول، على ضرورة «العمل الجماعي والسريع» لانعاش الاقتصاد العالمي، محذرة من مغبة التغافل عن تلك المهمة، والا ستخسر الدول معركتها على جبهات تحقيق نمو مالي وهيكلي.
وقالت لاغارد، في الجلسة السنوية لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين التي تستضيفها العاصمة الأميركية واشنطن، ان ثمة سحبا داكنة تخيم على أوروبا وأجواء من الشك على الولايات المتحدة، رغم أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الاقتصادات المتقدمة للتعامل معها، «فلا يجب أن يتوهم أحد انه بعيد عن تلك الاثار».
ولفتت الى أن من السهل القول بازالة الغيوم واجواء الشك، الا ان الأمر يتطلب عملا جماعيا واضحا، داعية الدول 187 الأعضاء في صندوق النقد الدولي الى أن يتصدر قائمة أولوياتها تحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
وقالت: «نريد لبلادنا تحقيق نمو اقتصادي شامل وخلق فرص عمل»، محذرة في الوقت نفسه من أن مخاطر الهبوط باتت تتراكم في الأفق.
وأشارت الى أن المجتمع الدولي قد عمل معا لمواجهة الأزمة المالية عام 2008، «لذا فاننا في حاجة الى التحرك الآن ونحن بحاجة للعمل معا، يمكن أن تكون لدينا مشاكل اقتصادية الى حد كبير، بيد ان حلولها سياسية في المقام الأول».
وخصت لاغارد الولايات المتحدة وأوروبا بانهما أول المسؤولين عن الأزمة الراهنة، قائلة انه يجب على الولايات المتحدة التي تعد أكبر اقتصاد في العالم خفض عجز المالية العامة، والحد من ارتفاع معدلات البطالة، وتخفيف الضغط على الأسر المثقلة بالديون.