العالم - خاص بالعالم
داخل منزل عائلة الشهيد محمد حدوش بمخيم العروب جنوب الضفة الغربية، لم يتبق الا الذكريات بعد ان كانت العائلة تتجهز للفرح بنجلها العريس الذي بددت احلامه رصاصة غدر حاقدة لم تمهله طويلا حتى ارتقى بعد سويعات من خطبته حين كان في طريقه بين ازقة مخيمه لشراء الحلوى فكانت الرصاصة اسرع.
وقالت والدة الشهيد محمد حدوش لمراسل قناة العالم في مخيم العروب الزميل أحمد الحلايقة: محمد يوم السبت كانت خطبته في الساعة الثانية ليلا بتوقيتنا وبتوقيت امريكا (حيث تقيم خطيبته) كانت في الساعة السابعة المغرب، وقرأنا سورة الفاتحة على ان نحضر في الصباح الحلويات وقال لي اتصلي بالجميع ليتناولوا الحلوى.
واضافت ام محمد: انا كنت قد قررت ان نحتفل عصرا في البيت ونلبسه البدلة ونراقصه ونرسل الصور لخطيبته ونتصل بها اتصال فيديو لترانا، لم يكن في بالنا ان يحصل ما حصل، انا كنت اعتقد ان ابني سأفرح به عريسا، ولكن الحمد لله ذهب عريسا الى الجنة.
الشهيد محمد حدوش لحق بخاله الشهيد الذي اختار طريق المقاومة وجدته التي قضت على ذات الطريق، محمد الذي كبر امام امه ذهب من دون عودة تاركا كل شيء يبكي عليه.
شاهد ايضا.. مراسلة العالم توثق عمليات استعراضية لجيش الاحتلال في طولكرم
وقال تيسير رشيد، وهو خال الشهيد محمد حدوش، لمراسلنا: طبعا محمد هو قطعة منا، عاش حياة اليتم منذ اكثر من 20 عاما توفي والده وانتقل للعيش في احضان اخواله في مخيم العروب، طبعا والده الله يرحمه سماه اقتداء بخاله الشهيد محمد عزيز الذي هو اصلا ملامحه تشبه خاله الشهيد محمد عزيز وهو القائد السابق لكتاب القسام في الضفة، فسماه محمد عزيز نسبة لخاله، وهذا قدره.. خاله شهيد وها هو اليوم يذهب شهيدا.
هو ليس الشهيد الاول في مخيم العروب الذي قدم العشرات على طريق القدس، ولن يكون الاخير في ظل وجود الاحتلال الذي يقتل دون رأفة او انسانية.
عائلة الشهيد محمد تشكل نموذجا للعائلات الفلسطينية التي تجرعت ظلم الاحتلال، فلا تكاد تخلو عائلة من شهيد او جريح او اسير.