العالم - الاحتلال
وحسب مصادر في القسام، فإن عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد جاء احتراما لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل، الذين يعتبرون تجنيد أبنائهم في جيش الاحتلال ظاهرة مرفوضة.
كذلك ينسجم القرار -حسب مصدر في القسام- مع موقف حماس خلال "هبة الكرامة" عام 2021، حين شددت على أن "الوطن لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا".
وفي هذا السياق، يرى الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية الدكتور سعيد زياد أن حالة هشام السيد تمثل سابقة مختلفة عن بقية الأسرى، إذ إنه فلسطيني من الداخل المحتل، وأن كتائب القسام تعمدت عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد، احتراما لمجتمع الداخل الفلسطيني الذي تسعى الكيان الإسرائيلي إلى طمس هويته الوطنية، بينما تحاول القسام ترسيخ هذه الهوية من خلال موقفها.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تقسيم المجتمع الفلسطيني إلى كيانات منفصلة؛ فهو يسعى لجعل فلسطينيي الداخل كيانا مستقلا عن الضفة وغزة والقدس، مما يساهم في تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني وتحويله إلى مجموعات متفرقة.
اقرا المزيد...شاهد: عملية تسليم 3 أسرى إسرائيليين في النصيرات وسط غزة
إلا أن المقاومة الفلسطينية، وفقا لزياد، تسعى إلى التأكيد على وحدة المصير، وتذكير الجميع بأن فلسطينيي الداخل كانوا جزءا من معركة سيف القدس عام 2021، حين اندلعت احتجاجات واسعة في مدن الداخل تزامنا مع المواجهات في الشيخ جراح والضفة، ودعمتها غزة بعمل عسكري امتد 11 يومًا.
وفي ظل هذه المعطيات، يرى زياد أن رسالة القسام تحمل دلالات ثقيلة، إذ إنها تأتي من التنظيم الفلسطيني الأكثر تأثيرا في معادلة الصراع، والأكثر قدرة على أسر جنود الاحتلال ومواجهته ميدانيا.
ويضيف بأن هذه رسالة ليست موجهة فقط للكيان الإسرائيلي، بل أيضا للمجتمع الفلسطيني بأسره، وخاصة في الداخل المحتل، وهي تؤكد أن المقاومة تنظر إلى فلسطين بوحدتها الجغرافية والشعبية، بعيدًا عن محاولات الاحتلال لتمزيقها.
ويعتقد زياد أن لهذا القرار تداعيات مستقبلية على الحراك الشعبي في الداخل، حيث بدأ بعض قادة الحراكات الشعبية في الداخل المحتل بالإشادة بموقف القسام، معتبرين أنه يحمل بعدا وطنيا مهما.
وكان السيد (36 سنة)، وهو من أصول بدوية، قد ظهر في تسجيل مصور بثته القسام يوم 28 يونيو/حزيران 2022، أعلنت خلاله عن "تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو"، قبل أن تنشر لأول مرة مشاهد توثق حالته الصحية.
وتنحدر عائلة هشام السيد من قرية السيد غير المعترف بها في منطقة النقب المحتلة، حيث نشأ وترعرع في بيئة تهمّشت لعقود بفعل السياسات الإسرائيلية تجاه البدو في الداخل المحتل.
وقد وقع في الأسر بتاريخ 20 أبريل/نيسان 2015 بعد تسلله إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.