العالم - خاص العالم
كارثة إنسانية غير مسبوقة تواجهها المستشفيات في قطاع غزة نتيجة الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب، مما أدى إلى انهيار شبه كامل في النظام الصحي.
مدير عام المستشفيات الميدانية في القطاع، مروان الهمص، أعلن عن ارتفاع عدد الوفيات بين الأطفال بسبب البرد القارس إلى ستة أطفال خلال الأيام القليلة الماضية، وهو مؤشر على الوضع الإنساني الكارثي الذي تعيشه غزة.
وأكد الهمص أن القطاع بحاجة إلى منظومة صحية جديدة، مشيرا إلى أن أغلب المشافي مدمرة وغير قادرة على تقديم العلاج اللازم، لا سيما في شمال القطاع، وأضاف أن الحاجة أصبحت ملحة لتوفير مولدات كهربائية ومحطات أكسجين لتشغيل وحدات العناية المكثفة، خاصة مع تزايد أعداد المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة. لافتا الى أن عدد المرضى والجرحى الذين نقلوا إلى مصر لا يتعدى الواحد بالمئة وأن عدد الطواقم الطبية التي دخلت إلى القطاع والمدة التي ستبقى فيه غير كافيين.
اقرأ ايضا.. رئيس لجنة خدمات مخيم طولكرم..الاحتلال هدم 40 بناية تضم 100 شقة سكنية ودمر 300 محل تجاري
ونتيجة للأحوال الجوية القاسية تفاقمت المعاناة الإنسانية في غزة، حيث أغرقت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية مئات الخيام التي تأوي النازحين في مدينتي رفح وخان يونس، مما اضطر العائلات إلى قضاء لياليهم في العراء وسط البرد القارس. ويواجه السكان أوضاعًا صعبة في ظل غياب أي وسائل تدفئة، إذ لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات والمرافق الأساسية.
الإحصاءات الحكومية تشير إلى أن أكثر من مئة وواحد وستون ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الكلي، إلى جانب اثنان وثمانون ألف وحدة أصبحت غير صالحة للسكن، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من العائلات. ويقيم هؤلاء النازحون في خيام مهترئة، تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، ما جعلهم عرضة للأمراض والبرد الشديد.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن 'البروتوكول الإنساني' المتفق عليه خلال اتفاق وقف إطلاق النار كان ينص على إدخال نحو ستون الف كرفان و مائتي الف خيمة لاستيعاب النازحين، إلا أن ما وصل من خيام لا يتجاوز ثمانثة بالمئة من الاحتياجات الفعلية، مما فاقم الأزمة الإنسانية وزاد من الأعباء على المستشفيات المنهارة.