العالم – ضيف وحوار
ماذا حدث في التلفزيون السوداني قبل الحرب؟!
وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج" ضيف وحوار"، وحول ما جرى في المحطة الرئيسية للإذاعة والتلفزيون السوداني في أم درمان التي كانت تبث قبل الحرب، أشار عبد الرحمن إلى أن ما حدث في محطة الإذاعة والتلفزيون بأم درمان يعود إلى ما قبل اندلاع الحرب في السودان بعدة أيام منوها أنه كان موجودا في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في أم درمان، وكانت جزءاً من قوات الدعم السريع هي التي تحمي مقر الهيئة.
ولفت عبد الرحمن إلى أنه قبل الخامس عشر من أبريل بيومين أو ثلاثة أيام، لوحظ تغييراً في وجوه الجنود والضباط الذين يتولون حراسة الهيئة. كان ذلك أمراً واضحاً وجلياً بالنسبة لنا وعند اندلاع الحرب، كانوا موجودين داخل الهيئة حيث غدروا ببعض زملائهم من الجيش السوداني؛ قتلوا بعضهم، قتلوا أحد الضباط الذين يعملون على حراسة الهيئة.

وتابع عبد الرحمن : في ذلك اليوم، كان هناك بث مباشر لبرنامج سياسي حاولنا من خلاله أن نورد ما يدور. كان هناك أصوات رصاص، لكن الاستوديو تعرض للهجوم بطلقات نارية خلال البرنامج المباشر، في ذلك اليوم توقف البث وانقطع لبعض الوقت، ثم بعد ذلك أتت عناصر وحاولت أن تعيد بث الإذاعة التلفزيونية.
التخطيط لعملية التلفزيون والتدبير لها!
وفيما إذا كانت العملية مدبرة ومخططاً لها مسبقا :
قال عبد الرحمن: نعم، لإذاعة بيانات. لاحظنا ذلك في الكاميرات الأمنية السرية CCTV.
شاهد أيضا.. تطهير الخرطوم من الدعم السريع ووفاة عشرات الأسرى جراء التعذيب
وفيما إذا تم الإعلان عن البيان رقم واحد من الإذاعة والتلفزيون أم توقف البث في ذلك الوقت:
أكد عبد الرحمن أنهم في ذلك الوقت لم يتمكنوا من إذاعة ذلك البيان، لكن بعد تحرير الإذاعة والتلفزيون عثرنا على البيان رقم واحد والبيان رقم اثنين والبيان رقم ثلاثة الذي أعده الانقلابيون.

زملاء التلفزيون يغدرون ببعضهم!
وبسؤال عبد الرحمن عما يعنيه أن زميلاً يغدر بزميله ويقتله حيث من الصعوبة أن يتصور المرء ذلك!.
قال عبد الرحمن : صحيح، هذا أمر صعب. للأسف، جلبوا أحد الزملاء كان يعمل معنا في التلفزيون لوقت ما، وهو الذي أقنعهم بأنه يستطيع أن يعيد البث لإذاعة البيان، لكنهم فشلوا في ذلك. حيث أن القائمين بالأمر في التلفزيون اجتهدوا في سحب شارة البث من مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتحويلها إلى موقع آخر - هيئة إذاعة وتلفزيون الولاية الشمالية.
شاهد أيضا.. الجيش السوداني يسيطر على البنك المركزي والمخابرات العامة.. إليكم التفاصيل
ما حدث في التلفزيون كان معداً له مسبقاً.
وأضاف عبد الرحمن : في ذلك الوقت لم تكن لدينا القدرة على إنتاج برامج توضح ما حدث، ولكن كانت هناك بعض الأغاني وبعض الأهازيج وبعض الأناشيد الوطنية في ذلك الوقت حتى يطمئن المواطنون أن البث التلفزيوني يعمل. فإذا توقف البث، فإن ذلك يعني بالنسبة للمواطن السوداني سقوط الدولة، فما حدث في التلفزيون كان معداً له مسبقاً.

تحويل مبنى التلفزيون إلى سجن ومعتقل لأسرى الدعم السريع!
وحول ما حدث لمعدات التلفزيون وفيما إذا كان يوجد مقر للعمل للإذاعة والتلفزيون:
أوضح عبد الرحمن أن مقر الإذاعة والتلفزيون هو مقر كبير جدًا يضم التلفزيون القومي والإذاعة القومية والمسرح. انتشرت فيه قوات الدعم السريع، ومع مرور الوقت حولوا مبنى الإذاعة والتلفزيون إلى سجن ومعتقل لأسرى قوات الدعم السريع. أصبح مخزنًا ضخمًا للمنهوبات.
ونوّه عبد الرحمن إلى أنه عند تحرير الإذاعة، تم العثور على سيارات المواطنين التي تم نهبها، وحتى الأجهزة المنزلية من ثلاجات وغسالات وأواني منزلية، وأيضًا منهوبات من سوق أم درمان الكبير. لافتا إلى تحويل بعض المكاتب إلى معتقلات بل إلى مشانق. وقع بعض المعتقلين داخل مقر العمل للإذاعة والتلفزيون. بعد تحرير مقر العمل للإذاعة والتلفزيون، اكتشفنا ذلك. كان حبل المشنقة واضحًا. بالإضافة للعمل العسكري، أيضًا وجدنا أنهم لجأوا إلى الدجل والشعوذة. عثرنا في مكتب مدير الإدارة العامة للإذاعة والتلفزيون على جثة كلب أسود وعلى فمه بعض التمائم، وكان الكلب محروقًا!.
شاهد أيضا.. أميركا تلغي تأشيرات مواطني جنوب السودان بعد رفض استلام المُرحّلين
نهب الأجهزة والمعدات التلفزيونية
وأضاف عبد الرحمن قائلا : لم تشتغل المحطة منذ ذلك الوقت. فقدنا كثيرًا من الأجهزة والمعدات. يمكن تقدير قيمتها في المباني والأجهزة والمعدات بما يزيد عن 30 مليون دولار أمريكي. لدينا عربة مجهزة تم نهبها وسرقتها، وعربات أخرى تحمل أجهزة وأطباق تم العبث بها وإلقاء الأطباق لأنها سيارات دفع رباعي. تم تدمير عدد كبير من الأجهزة، بل تم العثور على عدد من الكاميرات التي كانت عاملة للإذاعة والتلفزيون وحاليًا معطلة. هذه المحطة في أم درمان الآن معطلة.

قصة إنطلاق محطة الإذاعة والتلفزيون السودانية من بورتسودان
وحول فكرة إنطلاق محطة الإذاعة والتلفزيون السودانية من بورتسودان وسبب إختيار بورتسودان:
قال عبد الرحمن : في البداية تشكلت هيئة تحرير على واتساب. كنا نتداول ماذا نفعل. أتى المقترح أننا ننقل في البداية. نؤمن أنه لا تتم السيطرة على شارة البث من قبل المتمردين. تم نقلها إلى دنقلا. بدأنا بعد ذلك في إعداد بعض البرامج المسجلة وبعض المقابلات المسجلة. كانت الاتصالات تعمل. كنا نعيد بعض البرامج من أم درمان ونرسلها إلى دنقلا التي تبث منها. من هناك بعد عدة أيام ظهرت بعض المشاكل، على رأسها مشكلة انقطاع الاتصالات. كنا نعتمد على الاتصالات في البث ومحطة دنقلا. كان يتم إرسال شارة البث عن طريق الفايبر من شركة سوداني.
ولفت عبد الرحمن إلى أنه تم التفكير في البداية أن الناس سيذهبون إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ثم توجهنا شرقًا إلى بورتسودان. المجموعة الأولى التي أتت إلى هنا لم تكن معها أي أجهزة أو معدات. تم تجميع بعض الأجهزة من التلفزيونات العاملة في عدد من الولايات من الولايات الشمالية ونهر النيل وكسلا. التحية للمهندسين الذين أبلوا بلاءً حسنًا في تجميع هذه الأجهزة والمعدات حتى نتمكن من إيصال رسالتنا ومن استئناف البث. ولكن التلفزيون يلعب دوره في المعركة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...