ما هي الأهداف الخفية لكيان الاحتلال في الشرق الأوسط؟

ما هي الأهداف الخفية لكيان الاحتلال في الشرق الأوسط؟
الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ - ٠٣:١٩ بتوقيت غرينتش

تحت عنوان "'إسرائيل' تفرض توسعها الخطير في الشرق الأوسط"، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في مقال تحليلي إنه في أعقاب صدمة ااـ7 من أكتوبر، اغتنم اليمين الحاكم الفرصة لتدمير فلسطين، بينما يرسّخ جيش الاحتلال الإسرائيلي وجوده في غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وسوريا.

العالم _ الاحتلال

وأضافت الصحيفة الفرنسية، إنه "بعد 18 شهرًا من الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، بات كيان الاحتلال يتصرف كقوة توسعية بلا مواربة، إذ يحتل جنوده غزة من جديد، ويضمون فعليًا الضفة الغربية. كما أنشأوا منطقتين عازلتين خارج الحدود الشمالية، في لبنان وسوريا، حيث تقصف القوات الجوية الإسرائيلية بيروت، ويتمركز المشاة على بُعد 40 دقيقة من دمشق. فلم يسبق لـ "إسرائيل" أن خاضت حربًا بهذه المدة، وعلى هذا العدد من الجبهات. ومع ذلك، تُواصل تصعيدها فهي تهدد بضرب المواقع النووية الإيرانية".

وقال وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، في خطاب ألقاه في فبراير/شباط الماضي: "سألت قادة جيشنا: ما الدرس الأهم من 7 أكتوبر/تشرين الأول؟ فقالوا لي إننا لن نسمح بعد اليوم لأي تنظيمات متطرفة بالوجود قرب حدود "إسرائيل"، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا أو قرب المستوطنات". وبعبارة أوضح: "لم يعد هناك مجال لقبول فكرة أن حماس يمكن ردعها، ولا للسماح لحزب الله بتقوية ترسانته الصاروخية عامًا بعد عام".

وتواصل صحيفة "لوموند": "'إسرائيل' تفرض منطق القوة الخالصة في المنطقة. لا تفاوض مع السلطة الفلسطينية، البديل الوحيد لحماس، ولا مع جيرانها اللبنانيين والسوريين، لرسم حدود ما تزال غامضة منذ نشأتها في عام 1948. بل على العكس، تواصل استغلال الوضع لمصلحتها".

فاليمين الحاكم في "إسرائيل" يحمل طموحات ثورية. بالنسبة له، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول كان بمثابة مفاجأة إلهية. في ظل ارتداداته، يسعى لتدمير فلسطين. يدمر غزة، ويُسرع حربًا استعمارية طويلة في الضفة الغربية. يحرق صفحة من التاريخ: اتفاقيات أوسلو للسلام الموقعة عام 1993، تقول صحيفة "لوموند"، مضيفةً أن "إسرائيل" لم تشعر أبدًا بالارتياح في إطار أوسلو، كـ "ديمقراطية ليبرالية" مثل باقي الدول، مدمجة في النظام الدولي لما بعد الحرب الباردة. في أواخر التسعينيات، كان بنيامين نتنياهو لا يزال مضطرًا للتحدث بهذا الخطاب. فقد كان هذا هو "اتجاه التاريخ". أما اليوم، فلا يكاد يذكر "المعسكر الغربي" أو احترام الحدود وسيادة القانون. بل يفضل الحديث عن "الحضارة اليهودية-المسيحية".

إقرأ أيضا: جيش الإحتلال يعدم فلسطينيين اثنين ويحتجز جثمانيهما

ومضت صحيفة "لوموند" معتبرة أن نتنياهو يلعب دور الرجل القوي، على رأس ائتلاف يزداد شبهًا بحزب واحد، في صراع مع "الدولة العميقة". يبحث عن انتباه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورضاه، في وقت "يحلم فيه هذا الأخير بابتلاع غرينلاند وكندا، ويشرعن شهية موسكو لضم أجزاء من أوكرانيا".

كما اعتبرت صحيفة "لوموند" أن دونالد ترامب هدية لليمين الإسرائيلي.. فهو يشترك معه في نفس المنطق التفوقي. بل ينظر في إمكانية الاعتراف بـ"السيادة" الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية.

منذ يناير/كانون الثاني، اقترح الرئيس الأمريكي تطهيرًا عرقيًا صريحًا في غزة. وقد لاقت عباراته صدى قويًا لدى الإسرائيليين الذين، بعد دفن أوسلو، عادوا إلى منطق "نحن أو هم"، ويقبلون بتدمير حياة مليوني فلسطيني في غزة.

ورأت صحيفة "لوموند" أن "قضية الشرق الأوسط اليوم في يد حفنة من المسؤولين الأمريكيين الذين يفتقرون إلى الخبرة. وهم يتعاملون مع ملفات استهلكت حياة كاملة من خبراء سبقوهم، ولا وقت لديهم لفهمها. أما "إسرائيل"، فلديها كل هامش المناورة لفرض إرادتها عليهم، وقد أعادت، في مارس/آذار، إشعال الحرب في غزة. ولم تجد تلك المجموعة من المسؤولين الأمريكيين ما ترد به".