العالم – الخبر و إعرابه
-مثل هذه العمليات الملحمية لا تجد لها من صدى في وسائل الاعلام العربية وخاصة التطبيعية، لانها بصراحة تعري هؤلاء من اي كرامة وشرف ورجولة، ناهيك عن تعرية انتمائهم الديني والقومي، لذلك يفضلون تجاهل هذه الانجازات اليمنية الاسطورية، او على الاقل التقليل من شأنها، سترا لعارهم.
- في الوقت الذي يبتلع مسؤولو دول عظمى السنتهم ولا يملكون جرأة الرد على غطرسة وعنجهية الرئيس الامريكي دونالد ترامب، رغم ان الاخير يهدد علانية باحتلال بلدانهم وانتهاك سيادتهم، وفي الوقت الذي لا يملك اغلب الرؤوساء العرب الجرأة على مجرد التصريح بأن ما تقوم به "اسرائيل" في غزة وسوريا ولبنان، جرائم حرب وعدوان، خوفا من اغضاب ترامب، نرى رجال انصار الله في اليمن يستهدفون قلب الكيان الاسرائيلي بالصواريخ والمسيرات، ويشتبكون في معارك بحرية مع الجيش الامريكي في البحر الاحمر، لم يسبق لهذا الجيش ان خاضها مع اي دولة منذ الحرب العالمية الثانية.
-يتعرض اليمن الى اعنف قصف امريكي، انتقاما لوقفة العز التي وقفها الى جانب غزة المظلومة، وبعد ان فرض اليمن حصارا بحريا على الكيان الارهابي الصهيوني، جاءت امريكا بقضها وقضيضها الى جانب بريطانيا، لكسر هذا الحصار، واستخدمت من القوة ما يكفي لارغام قوة عظمى على الاستسلام، فلم يستثن القصف الامريكي لا الاسواق ولا المدنيين ولا حتى المقابر، ناهيك عن البنية التحتية والموانىء، وارتقى بسبب القصف الوحشي المئات من اليمنيين شهداء بينهم اطفال ونساء، على امل ان يرفع رجال اليمن الراية البيضاء، ولكن جاء الرد اسرع مما كان يتصور ترامب المغرور وادارته المتعجرفة، حيث نفذ سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين استهدفت أولاهما هدفا حيويا في منطقة عسقلان المحتلة بطائرة مسيرة نوع يافا، فيما استهدفت الأخرى هدفا عسكريا في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة، بطائرة مسيرة نوع صماد1.
-لم يترك اليمنيون الامريكيين دون حصة من غضبهم، فردا على مجازر العدوان الأمريكي المرتكبة بحق الشعب اليمني وآخرها مجزرة العاصمة صنعاء، نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عملية عسكرية نوعية ضد حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" والقطع التابعة لها شمالي البحر الأحمر وذلك بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيرتين. كما تم تنفيذ عملية نوعية أخرى استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "فينسون" والقطع الحربية التابعة لها في البحر العربي، وذلك بثلاثة صواريخ مجنحة وأربع طائرات مسيرة.
-ووفقا لبيان القوات المسلحة اليمنية، فان العمليات حققت أهدافها بنجاح، ولم يفت البيان ان يؤكد على مواصلة العمليات الإسنادية في عمق الكيان الصهيوني، بوتيرة متصاعدة خلال الفترة المقبلة، وتأكيد اضافي اخر، على ان العمل العسكري سيتواصل في البحرين الأحمر والعربي لاستهداف كافة القطع المعادية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
-اللافت، انه عندما كان الرد اليمني على مجازر الصهاينة ضد اطفال ونساء غزة ، بهذا الحزم والقوة والاصرار، دون ادنى اعتناء بكل الضجيج الامريكي والبريطاني و"الاسرائيلي"، فلنا ان نتخيل كيف سيكون الرد اليمني وكذلك الاصرار اليمني عندما يتعلق الامر بالانتقام من امريكا على ما تقترفه في اليمن نفسه، فالتاريخ القديم والحديث لليمن يحدثنا عن ان اليمن كان دوما مقبرة الغزاة، فلم يعتدي اجنبي على اليمن، الا وعاد مثخنا بالجراح، فلليمن رجال اكتسبوا الصلابة والشموخ والشمم من جباله، ولن يكون مصير المعتدين الامريكيين افضل مما سبقهم، بل وسيكون اتعس واكثر عارا.