قادة الجهاد الإسلامي في سوريا.. بإي ذنب اعتقلوا؟

قادة الجهاد الإسلامي في سوريا.. بإي ذنب اعتقلوا؟
الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

اعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطات السورية مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، خالد خالد، ومسؤول اللجنة التنظيمية للساحة السورية، أبو علي ياسر، في دمشق. ووجهت سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة في فلسطين، اليوم الثلاثاء، نداءً عاجلاً إلى الحكومة السورية للإفراج عن المعتقلين لديها منذ 5 أيام.

العالم الخبر و إعرابه

بيان سرايا القدس اشار الى أن "الاعتقال تم دون إبداء أسباب واضحة". مذكرا انه "في هذا الوقت الذي نقاتل به العدو الصهيوني منذ أكثر من عام ونصف بشكل متواصل في قطاع غزة دون استسلام، نأمل مد يد العون والتقدير من إخواننا العرب وليس العكس". مشددة على ان بندقيتها لم تتوجه منذ انطلاقتها إلا لصدور العدو، ولم تنحرف يوما عن الهدف الأساسي والذي هو التراب الفلسطيني الكامل.

اللافت ان اعتقالات قيادات الجهاد الاسلامي في سوريا، تأتي في الوقت الذي تعتبر هذه القيادات اهدافا في غاية الاهمية لدى كيان الاحتلال، الذي لا يحترم اي خطوط حمراء انسانية او اخلاقية للوصول اليها واغتيالها وتصفيتها، وتاتي ايضا في وقت في غاية الحساسية والخطورة، تمر بها سوريا كدولة وكوجود، حيث بلغ الاستهتار الاسرائيلي حدا، حيث تجول رئيس هيئة أركان قوات الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير يوم الاحد الماضي برفقة قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، وقائد الفرقة 210 يائير بالاي، وقادة آخرين، مناطق واسعة احتلها الجيش الاسرائيلي في الجنوب السوري.

اللافت اكثر هو الوقاحة التي تحدث بها زامير عن سوريا، حيث خاطب جنوده وبصلف لا حدود له قائلا: ان الاراضي السورية التي احتلتها قواته هي مناطق حيوية، وان كيانه قام باحتلالها "لأن سوريا تفككت"!!.

كلام زامير هو في الحقيقة صدى لما كان يردده رئيس وزراء هذا الكيان وباقي اعضاء حكومته، من ان الكيان الاسرائيلي سيسيطر إلى أجل غير مسمى على الأراضي السورية التي احتلها مؤخرا، والتي لا تبعد عن العاصمة السورية دمشق سوى 35 كلم، ولن ينسحب منها.

الكارثة هي ان الإدارة السورية الجديدة، لم تهدد الكيان الإسرائيلي بأي شكل من الاشكال ولا حتى شفهيا، الا ان الكيان يشن و بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، دمرت خلالها اغلب المطارات والقواعد العسكرية والطائرات والسفن الحربية ومستودعات الاسلحة والمراكز البحثية والبنى التحتية لسوريا.

الادهى من كل ذلك، هو ان حديث زامير عن ان سوريا قد تفككت، لم يكن حديثا من نسجح خياله، بل هو حديث يصف ما وصلت اليه سوريا اليوم، فهي مستباحة من اكثر من احتلال، وهو مادفع نتنياهو ان يكرر في مارس/آذار من العام 2025 كلامه عن تنفيذ مشروع "ممر داوود".. حيث قال: "لن نسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالدخول إلى المنطقة الواقعة جنوب دمشق، ونطالب بنزع السلاح بشكل كامل في جنوب سوريا ومناطق القنيطرة ودرعا والسويداء من قوات النظام الجديد". والمعروف ان "ممر داوود" وفقا للرؤية الصهيونية، يربط الكيان الصهيوني بالجنوب السوري والفرات ويطوق الحدود العراقية. فالخرائط الإسرائيلية تضم تنفيذ مشروع ممر داوود في الجنوب السوري تحقيقا للنبوئة التوراتية "الدولة اليهودية الكبرى".

إقرأ المزيد.. اعتقال مسؤوليْن بحركة الجهاد الإسلامي في سوريا.. وسرايا القدس تعلق

مع وجود كل هذه المخاطر التي تجاوزت مرحلة التخطيط الى مرحلة التنفيذ، ترى لمصلحة من يتم اعتقال رجال مقاومين، اذلوا هذا المحتل الارهابي على مدى عام ونصف العام، والذي لا يهدد فلسطين وحدها فحسب بل يهدد كل البلدان العربية وفي مقدمتها سوريا؟!.

ما هو تبرير السلطات السورية لاعتقال قادة الجهاد الاسلامي في سوريا، بينما بندقية قادة الجهاد والمقاومة مصوبة نحو المحتل الاسرائيلي لارض فلسطين وسوريا ولبنان حصرا؟.

ترى كيف يمكن ان يتلقى المواطن السوري الذي احتضنت بلاده المقاومة الفلسطينية بشتى مشاربها وتوجهاتها السياسية على مدى عقود، خبر اعتقال قادة الجهاد الاسلامي، بينما هو يرى ويسمع، عن التصاعد الملحوظ لنشاط خلايا جماعة "داعش" الارهابية بمناطق في دير الزور والحسكة في شمال شرق سوريا، فحسب "المرصد السوري لحقوق الانسان"، تنوعت أساليب الهجمات بين الكمائن المباغتة، والاستهدافات المباشرة، ما يعكس تكيف الجماعة الارهابية مع الظروف الأمنية المتغيرة في المنطقة، كما تظهر هذه التطورات أن هذه الجماعة لا تزال تشكل تهديدا مستمرا لسوريا والسوريين؟!.

اليوم كل انسان حر في العالم يعتصر قلبه ألما وهو يرى الصهاينة يسلخون اجزاء واسعة من الجسد السوري، بذرائع امنية كاذبة تختفي وراءها اطماع استعمارية صريحة، وهي ذات الذرائع التي يبرر فيها الجيش التركي والجماعات التي تأتمر بامرة تركيا تواجدها المكثف على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية، وكذلك تواجد المحتل الامريكي الذي لا يخفي اطماعه بثروات سوريا وسعيه لتفكيكها الى دويلات، بينما تنتشر المئات من التنظيمات الاجنبية المسلحة كالسرطان في سوريا بذريعة الجهاد. ولكن قلب هذا الانسان الحر سيعتصر الم اكبر عندما يسمع ويرى ان الفعل الوحيد الذي قامت به السلطات السورية ازاء كل هذه الكوارث التي حلت بسوريا، هو اعتقالها قادة الجهاد الاسلامي!!.