العالم - فلسطين
وشدد الفريق محمود خلال حديثه لوكالة "شهاب" على أن "ما نشهده اليوم من عمليات نوعية متقدمة تعكس صمودًا استثنائيًا، وقدرة متجددة على مفاجأة العدو وتكبيده خسائر بشرية ومادية مباشرة"، مشيرًا إلى أن طبيعة العمليات وتكتيكاتها المتعددة أظهرت تطورًا لافتًا في أداء المقاومة على الرغم من ظروف الحصار والعدوان.
وقال الفريق محمود: "نحن أمام مشهد حقيقي فريد؛ عمليات تُنفذ على عدة مراحل، باستخدام أنفاق هجومية، وتكتيكات متقدمة، وأسلحة متنوعة، تستهدف الدبابات، والآليات، وعناصر الاستطلاع الأمامية للجيش الإسرائيلي، في مشهد يعكس قدرة قتالية عالية وإرادة صلبة".
وأضاف: "ما قامت به كتائب القسام مؤخرًا، من تنفيذ عمليات دقيقة في مناطق مثل قيزان النجار في جنوب خان يونس وبيت حانون وحي التفاح، يُفند الادعاءات الإسرائيلية التي تتحدث عن تحقيق إنجازات على الأرض، ويؤكد أن المقاومة لا تزال حاضرة، وقادرة، وتمتلك زمام المبادرة".
وأوضح الفريق قاصد محمود أن الهدف الأساسي للمقاومة لم يكن يومًا تحقيق نصر عسكري مباشر على جيش الاحتلال المتفوق تكنولوجيًا والمدعوم عالميًا، بل يتمثل في منع الاحتلال من تحقيق أهدافه، وتكبيده خسائر ميدانية، ورفع كلفة الحرب عليه. وتابع: "المقاومة الفلسطينية تنجح اليوم في إرباك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وتفرض واقعًا سياسيًا يجب أن يُستثمر. لكن مع الأسف، لم نجد حتى اللحظة مستوى سياسيًا فلسطينيًا أو عربيًا قادرًا على توظيف هذا التفوق الميداني لصالح القضية الفلسطينية".
ورأى الفريق محمود أن عودة المقاومة إلى تنفيذ عمليات نوعية بهذا الحجم والتوزيع الجغرافي، تمثل تحولًا كبيرًا سيكون له ثمن باهظ على جيش الاحتلال، الذي وصفه بـ"واحد من أكثر الجيوش تجهيزًا وتحضيرًا، لكنه اليوم يواجه أزمة في المعنويات واللوجستيات". وأشار إلى أن الاحتلال بات يلجأ إلى وسائل غير تقليدية – مثل استخدام الطائرات المتفجرة – وهو ما يُعبر عن فقدان المبادرة، قائلاً: "هذه الوسائل تُستخدم عادة من قبل الفصائل المقاومة لا من قبل الجيوش النظامية، ما يعكس تآكلًا في القدرات والخطط".
واختتم الفريق قاصد محمود حديثه بالقول: "رغم كل ما يعانيه الشعب في غزة من قتل وتجويع ومرض، إلا أن المقاومة تثبت أنها قادرة على الصمود والرد، وأن خيارها سيبقى ثابتًا: النصر أو الشهادة. وهذا ما يجب أن يُحفز الجميع على دعم هذه الإرادة الصلبة التي تحمل على عاتقها الحلم الفلسطيني".