العالم - مراسلون
الشيخ، الذي اعتُقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من أحد عشر عامًا، مر بعدد من المواقع القيادية في حركة فتح، بدءًا من العمل التنظيمي في مدينة رام الله، التي لجأ إليها ذووه عام 1948 قادمين من بلدة دير طريف، مرورًا بالعمل العسكري الذي انضم إليه نهاية السبعينيات، وصولًا إلى أمانة سر حركة فتح في الضفة الغربية، ثم انتخابه عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح عام 2008.
وفي العقد الأخير، ترأس هيئة الشؤون المدنية، التي تعد حلقة الوصل بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وهو ما بدفع الكثيرين لانتقاد ترشيحه لمنصب نائب عباس. إلا أن الشيخ يرد على منتقديه بالقول إنه كان جنديًا في موقع اختاره له رئيس السلطة الفلسطينية.
وقال مدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة القدس، احمد رفيق عوض، ان "من واضح ان هذا التعيين هو جزء من سلسلة طويلة لما يسمى التطوير والاصلاح، وواضح ان هذا التطوير والاصلاح هو لتهيئة السلطة الفلسطينية لادوار جديدة ولمهمات جديدة لواقع جديد بالتاكيد".
في تل أبيب، لم يسلم الشيخ من الانتقادات، إذ وصفه بعضهم بـ"الإرهابي الذي أصبح نائبًا لإرهابي آخر"، في إشارة إلى محمود عباس.
غير أن الواقع يقول إن اختيار حسين الشيخ نائبًا لعباس نابع من قناعة الأول بأن نهج الرئيس أبو مازن هو الأفضل للفلسطينيين،و الشيخ لن يحيد عن هذا النهج.
اقرأ ايضا.. من سيكون نائب عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير؟
مع ذلك، يفرض الموقع الجديد على الشيخ أن يعمل بجد على الأرض، لإعادة ثقة الفلسطينيين بمنظمة التحرير عبر إعادة الاعتبار لها، وإنهاء الصراعات والانقسامات التي أصابتها وهي مهمة لن تكون سهلة عليه.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، خليل شاهين، ان "في الواقع ان خطوة استحداث منصب نائب رئيس اضافت مزيدا من الاشكاليات في بنية النظام السياسي الفلسطيني بدلا من تفكيك المشكلات التي كانت قائم، مطلب الاصلاح هو مطلب داخلي لكنه جاء هذه المرة بناء على ضغوط خارجية.
الواقع الفلسطيني المتأزم يجعل من الأسماء أقل أهمية بكثير من الأفعال التي ستُنجز على الأرض، في مواجهة آلة القمع الإسرائيلية.