العالم - مراسلون
يبدو أن إيال زمير، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، قد انقلب رأسًا على عقب منذ تولّيه قيادة الحرب في الميدان.
فالرجل الذي جِيء به إلى قيادة الجيش بسبب شراسته وقربه من نتنياهو، أدرك أن حسابات الحقل ليست كحسابات البيدر.
في الساعات الأخيرة، أثار زمير غضب أعضاء الائتلاف الحاكم، وخاصة الحريديم، بعد إصداره قرارًا بتوسيع أوامر التجنيد لتشمل الحريديم، وهو القرار الذي أثار عاصفة في الأوساط الإسرائيلية، ويبدو أنه صدر دون الرجوع إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس، اللذين يرفضان تجنيد المتدينين اليهود.
وقال مدير مركز القدس للدراسات، عماد أبو عواد:
هناك نقص كامل في الطاقم البشري في الداخل الإسرائيلي، لذلك هناك استطلاعات للحريديم باعتقاد إيال زمير ما قام به من استدعاءات هو استمرار لهرتزي هاليفي ومعناها لا تغيير في داخل الجيش الإسرائيلي. لكن هذا لن يؤدي الى تغيير في الواقع ولن يؤدي الى الوصول لقانون التجنيد إلا كان مرضيا للحريديم الذين يشكلون ثقة للحكومة الإسرائيلية.
الأزمة الجديدة التي عصفت بالكيان الإسرائيلي في الساعات الأخيرة هي نتاج استمرار الحرب على قطاع غزة وتداعيات السابع من أكتوبر.
فقرار توسيع الحرب على قطاع غزة، الذي اتخذته الحكومة، وضع المستوى العسكري الإسرائيلي أمام أزمة، في ظل الإنهاك الذي أصاب الجيش الإسرائيلي، مما استدعى استدعاء الاحتياط وإصدار أوامر تجنيد للحريديم. وهو واقع يُدلل على الأزمة التي يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
إقرأ أيضا.. الكيان الاسرائيليِ علی حافة الصدام الداخلي والانهيار
وقال سعد نمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت:
تم إرسال أكثر من 60 ألف استدعاء من الاحتياط ولكن الجنود لا يرغبون العودة الى الجيش ، لذلك هنالك ما يقارب من خمسين بالمائة استنكاف للذهاب للجيش وبالتالي الحكومة بحاجة الى الجنود فعلا، وهذا لا يتسنى لها.
الاحتلال الإسرائيلي يعيش أزماتٍ مركبة، والحلول في الاتجاه السياسي تُولّد أزماتٍ في الاتجاه العسكري.
إيال زمير شكل صدمة لبنيامين نتنياهو ولرفاقه في الائتلاف الحكومي المتطرف ، فالرجل الذي كان يعتبر من ضمن الدائرة فجأة وحين لبس الزي العسكري، قفز خارج الدائرة وغرد خارج السرب.