العالم - خاص العالم
في خضم الإغلاق المستمر لمعابر قطاع غزة للشهر الثاني على التوالي، يجتاح شبح المجاعة القطاع بقسوة، حيث يواجه واحد وتسعون بالمئة من سكانه أزمة غذائية خانقة، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة.
وعلى إثر الأوضاع المأساوية في غزة، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، في مؤتمر صحفي بمدينة رام الله، أن قطاع غزة "منطقة مجاعة"، ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتحرك العاجل وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والاعتراف بالكارثة والمجاعة.
كما طالب بتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تمنع استخدام الجوع كسلاح حرب، مناشدًا المنظومة الأممية بكاملها أن تُفعّل آلياتها فورًا وأن تتعامل مع غزة كمنطقة مجاعة.
من جهته، اعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن أي استخدام لتجويع السكان المدنيين في غزة كسلاح يشكل جريمة حرب، مؤكدًا أن سكان القطاع قد حُرموا بالفعل من جميع الضروريات المنقذة للحياة، وعلى رأسها الغذاء.
في غضون ذلك، حثّ أكثر من عشرين خبيرًا مستقلاً في الأمم المتحدة دول العالم على التحرك الفوري لمنع "القضاء" على الفلسطينيين في قطاع غزة، محذرين من الانزلاق في "الهاوية الأخلاقية" التي يواجهها المجتمع الدولي في ظل استمرار العدوان.
في الوقت ذاته، أكدت منظمة العفو الدولية أن أي تحرك إسرائيلي من شأنه توسيع العمليات العسكرية ضد قطاع غزة وتهجير المدنيين الفلسطينيين منه يُعتبر "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
إقرأ المزيد.. لا يوجد طعام.. "المطبخ المركزي العالمي" يعلن نفاد مخزوناته في غزة
وعلى الصعيد ذاته، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة جراء سياسة التجويع التي تواصل إسرائيل تنفيذها.
كما عقد وزراء الخارجية الأوروبيون اجتماعًا في العاصمة البولندية يستمر ليومين لبحث الوضع في غزة وملفات أخرى. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان له إن استمرار حالة المجاعة في غزة أمر مروع وإنه يجب رفع الحصار فورًا.
من جانبه، أعلن المطبخ العالمي في قطاع غزة عن توقفه الكامل عن العمل ابتداءً من اليوم الخميس، نتيجة نفاد مخزونه الغذائي، وذلك على الرغم من اعتماد مئات الآلاف من السكان، خصوصًا النازحين في المخيمات، على الوجبات الرئيسية التي يقدمها المطبخ يوميًا.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يواجه فيه السكان ظروفًا معيشية بالغة الصعوبة، مع استمرار الحصار وانهيار مقومات الحياة الأساسية.