ملفات العالم..

المسألة الدرزية والمخططات الصهيو-أمريكية في المنطقة

الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

أعلن قادة الكيان الإسرائيلي في مقدمتهم بنيامين نتنياهو، أن تدخلهم في سوريا وقصفهم الذي بلغ مداه القصر الرئاسي في دمشق، مرده رغبتهم في حماية الأقليات الدروزية.

العالم - ملفات العالم

وسبق للصهاينة أن أعلنوا مرارا قبل ذلك بأنهم وكلاء لحماية الأقليات في المنطقة بشكل عام وليس الأقلية الدرزية فحسب.

لكن دوافع نتنياهو الحقيقية ودوافع الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط ليست خافية على أحد، بما في ذلك قادة الطائفة الدرزية الذين أكدوا رفضهم للتدخل الصهيوني وتمسكهم بوحدة وطنهم السوري، فيما يذهب محللون الى أن نتنياهو ما يزال مصرا على الحروب للأمام واللعب بالنار فمخططات الصهاينة والأمريكان لتقسيم سوريا لعبة خطرة تنقلب عليهم وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها في أي لحظة.

ما هي دلالات تحريك ملفات الأقليات في المنطقة هذه الأيام وخصوصا منها المسألة الدرزية المعقدة وإلى أي حد يمكن أن تتوقف كرة الثلج التي قام قادة الكيان بدحرجتها بزعم حماية الدروز والأكراد وغيرهم؟

وهل يهدف الصهاينة لضمان وجود الأقليات أم أن الأمر ليس شوى شماعة لتحقيق أطماعهم الاستيطانية في سوريا ولبنان وربما دول أخرى؟

وتحاول هذه الحلقة من ملفات العالم إجابات على تلك الأسئلة عبر استضافة كل من الخبير الاستراتيجي مازن الشريف، والكاتب والإعلامي الوليد أحمد الفرشيشي، ورئيس المنتدى القومي العربي في لبنان معن بشور.

إقرأ أيضا.. تحت ذريعة حماية الدروز.. جيش الاحتلال يوسع انتشاره جنوب سوريا

وفي سياق سؤال ماذا تريد "إسرائيل" من قصف محيط القصر الرئاسي السوري بذريعة حماية الأقليات وعلى رأسهم الدروز وهي مفارقة عجيبة؟ وماذا تريد من الدولة السورية والدول المحيطة بها وما رسائلها؟ أشار رئيس المنتدى القومي العربي في لبنان معين بشور إلى أن مفهوم "الأقليات" في الوطن العربي هو مفهوم غير دقيق، موضحًا أن هناك أكثريتين: أكثرية مسلمون وأخرى غير مسلمين، بالإضافة إلى وجود أكثريات عرقية مثل العرب وغير العرب.

وأكد بشور أن مشروع الأقليات هو مشروع قديم يعود إلى فترة الاستعمار، حيث عمدت فرنسا خلال استعمارها لسوريا الكبرى إلى تقسيمها إلى ست دويلات طائفية، تشمل دولتين سنيتين في حلب ودمشق، ودولة جبل العلويين، ودولة جبل الدروز، بالإضافة إلى لواء إسكندرون الذي سرق من سوريا ومنح لتركيا، بالإضافة الى لبنان الذي كان يعرف باسم "لبنان الكبير".

وأضاف بشور أن هذه الدويلات الست كانت في صلب المشروع الاستعماري الذي استهدف سوريا دائما، مما أدى إلى ظهور النعرات الطائفية والمذهبية التي تقود إلى تصادمات بين هذه المجموعات.

وكشف أن الصهاينة، في إطار مشروعهم الذي لم يقتصر على السيطرة على فلسطين فقط، بل ويسعون للسيطرة على المنطقة بأكملها. ملفتا إلى إدراكهم أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تقسيم دول المنطقة إلى دويلات طائفية في سوريا ولبنان والعراق والأردن وفلسطين، وصولاً إلى المغرب العربي. موضحا أن هذا المشروع يعتمد على وجود مكونات متمايزة دينيًا أو عرقيًا أو مذهبيًا، مما يحاول تحويل هذه المكونات إلى قوميات أو إثنيات متناحرة.

وجدد بشور التأكيد على أنه لا توجد أقليات في سوريا، بل هناك مواطنون سوريون ينتمون إلى انتماءات دينية وعرقية ومذهبية، مشددًا على أن مفهوم المواطنة يتعارض مع فكرة "الأقلية".

لمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق...