العالم - مراسلون
في خطوة غير مسبوقة منذ بدء العدوان على غزة، أعلنت الحكومة البريطانية تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع "إسرائيل"، القرار جاء بعد استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، في ظل تصاعد الضغط الشعبي والحقوقي واحتدام الانتقادات لسلوك تل أبيب العسكري في القطاع.
وقالت المتحدثة الرسمية للمنتدی الفلسطيني لجين عبدالله:"أکثر من 18 شهراً من الابادة الجماعية، نتحدث عن عنوان رئيسي في الامم المتحدة يقول ان 14 ألف طفل قد يموتون خلال 48 ساعة بسبب الاسلحة البريطانية التي تصنع علی ارض بريطانيا. نحن نشارک مباشرة في کل ما يحدث هناک، لذلک لسنا متأکدين تماماً ان کان هذا التحرک سيحدث فعلاً وسيکون فعالاً ام انه مجرد خطوة متأخرة وضعيفة".
لم يقتصر الموقف البريطاني على تعليق المفاوضات، بل شهد أيضاً تصعيداً في لهجة الخطاب الرسمي، حيث أكدت الخارجية على لسان وزيرها ديفيد لامي أن تصرفات "إسرائيل" في غزة باتت غير مقبولة وعليها وضع حد للحرب الدائرة، مشيرة إلى قلق متزايد من الانتهاكات بحق المدنيين.
وقالت کيت کلاين وهي رئيسة تحرير مجلة SPARTACIST:"لا اعتقد ان شيئاً کبيراً سيحدث بطريقة ايجابية؛ قد نسمع کلمات وتصريحات، قد يوبخ نتنياهو قليلاً، لکن اتخاذ اجراءات حقيقية لوقف شحنات السلاح، هذا لن يأتي من قوی الامبريالية، لاأظن ذلک".
هذا التحرك البريطاني يتقاطع مع تحولات أوروبية متسارعة ولا يمكن فصله عن مشهد دولي يتغير، حيث ترتفع أصوات داخل البرلمانات والإعلام تطالب بمحاسبة "إسرائيل" وربط العلاقات معها بمدى التزامها بالقانون الدولي.
وقال جون ريس وهو مسؤول في منظمة أوقفوا الحرب:"ما قالته الحکومة مع الحکومة الفرنسية والکندية يمثل انهياراً ايدئولوجياً شاملاً. هذا البيان يتحدث عن اسرائيل بأوصاف کنا من قبل ندان لمجرد قولها واعتقد انني سأسمع ذلک منهم".
إقرأ ايضاً.. بريطانيا تتخذ قرارات ضد ’تل أبيب’ وتستدعي السفيرة الإسرائيلية لديها
عندما تقول بريطانيا، أحد أقرب حلفاء إسرائيل، إن ما يجري في غزة لم يعد مقبولاً، فنحن أمام تغيّر جدّي في نغمة الغرب.
القرار البريطاني لا يتعلق فقط بتجميد ملف تجاري، بل بإعادة رسم خطوط العلاقة السياسية.
الشارع، الإعلام، وحتى بعض النواب باتوا يفرضون أسئلة محرجة على الحكومات.
فهل ما نشهده اليوم هو لحظة ضغط عابرة؟ أم بداية لتآكل الغطاء الغربي عن حكومة نتنياهو؟