وأفادت مصادر سورية وغربية، إلى جانب مصدر استخباراتي في المنطقة، بأن لقاءات مباشرة جرت مؤخراً بين كيان الاحتلال الإسرائيلي ومسؤولين سوريين، في سياق اتصالات تقودها أطراف إقليمية ودولية، وذلك عقب سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر الماضي.
وبحسب المعلومات، فقد تولى من الجانب السوري المسؤول الأمني البارز في الحكومة المؤقتة "أحمد الدلّاتي"، الذي يشغل حالياً منصب محافظ القنيطرة على حدود الجولان السوري المحتل، ويشرف أيضاً على الملفات الأمنية في محافظة السويداء.
ورغم عدم كشف تفاصيل المشاركين من جانب الاحتلال، إلا أن مصادر رجّحت أن ممثليه في هذه اللقاءات كانوا من كبار الأجهزة الأمنية، فيما أكدت ثلاثة مصادر أن الاجتماعات عقدت على مراحل، بعضها في أراضٍ تقع تحت سيطرة الكيان الصهيوني، في محاولة للتهرب من تبعات أي تصعيد ميداني في المنطقة.
في سياق متصل، شهدت الرياض في 14 مايو اجتماعاً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة السورية المؤقتة ابو محمد الجولاني، تبعه تغير في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا.
وصف مصدر استخباراتي في المنطقة اللقاء الذي جرى مؤخراً بأنه تحوّل خطير في السياسة الأميركية تجاه الملف السوري، مشيرًا إلى أن واشنطن تحاول توظيف حالة التفكك التي تعيشها سوريا بعد إسقاط النظام السابق، بما يخدم مصالح كيان الاحتلال.
ولفت المصدر إلى أن هذه التحركات دفعت الاحتلال الصهيوني لإعادة رسم استراتيجيته، بما يتماشى مع الفراغ الحاصل في الساحة السورية.
وفي السياق ذاته، نقل مصدر مطلع على سير المحادثات أن الهدف المعلن في المرحلة الحالية هو الوصول إلى "سلام" بمعناه الأمني فقط – أي غياب المواجهة العسكرية – دون الحديث عن أي مسار للتطبيع العلني في الوقت الراهن.
أما الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فقد أكد بعد اجتماعه مع "أبو محمد الجولاني"، أن الأخير أبدى استعداداً مستقبلياً للمضي في مسار تطبيعي مع كيان الاحتلال، لكنه أوضح أن ذلك "سيحتاج إلى وقت وظروف مناسبة"، ما يعكس نوايا الإدارة الأميركية لفرض وقائع جديدة على حساب وحدة سوريا وسيادتها، بما يتناغم مع المشروع الصهيوني في المنطقة.