بينما تواصل إيران الدفاع عن حقها في التخصيب النووي، تمعن واشنطن وتل أبيب في التحريض والتهديد، متجاهلتين القوانين الدولية ومعايير السيادة. مواقف متباينة تكشف عمق الأزمة بين الواقع الإيراني والوهم الأمريكي.
في هذا السياق، شدد وزير الخارجية الإيراني الأسبق، منوجهر متكي، على أن عملية تخصيب اليورانيوم حق مشروع لإيران بموجب المعاهدات الدولية، معتبرا المقترحات الأمريكية بنقل التخصيب خارج البلاد نابعة من أوهام واشنطن.
بموازاة ذلك تدرس طهران خططا لعقد الجولة السادسة من المحادثات النووية غير المباشرة يوم الأحد في مسقط بحسب ما أعلنته الخارجية الإيرانية.
وبينما تقول المصادر الأمريكية أنّ الجولة المقبلة من المحادثات ستعقد الجمعة في أوسلو أو الأحد في مسقط، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفريق الإيراني التفاوضي بصعب المراس، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق، لكنه عاد وهاجم موقف طهران، معتبرا ردها على مقترحاته غير مقبول.
وأكد ترامب أنه ناقش البرنامج الإيراني مع رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبحسب مصادر رسمية، فقد ركّز الجانبان في اتصال هاتفي على ما وصف بالمخاوف الإسرائيلية من أي اتفاق نووي جديد قد يتيح لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم.
على الصعيد الدولي، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن أي ضربة للمواقع النووية الإيرانية قد تدفع طهران للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، أو السعي لامتلاك سلاح نووي. لكن غروسي، شكك في قدرة الكيان الإسرائيلي على قصف المنشآت النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن البرنامج الإيراني يمتد على نطاق واسع وعميق، وأن تعطيله يتطلب قوة تدميرية هائلة.
هذه التطورات تأتي أعدت فيه إيران قائمة بالردود المحتملة على أي قرارات قد تتخذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدها، في خطوة تعكس جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات، دون تخل عن حقوقها النووية.