ليست هذه الحرب مجرد اشتباك عسكري أو استعراض صاروخي، إنها رسالة أمة تنفض الغبار عن عزتها، وتصرخ في وجه العالم: هنا اليمن، هنا رجال لم تفتهم المجاعة ولا الحصار ولا التجاهل عن إدراك بوصلة غزة. لكن من يتأثر أولا من هذه الحرب؟ العدو الصهيوني يختنق، ليس فقط من الصواريخ وحدها، بل من فكرة أن بلدا منهكا كاليمن قادر على تعطيل موانئه، وإرباك تجارته، وكسر صورته كقوة لا تقهر، وتعطيل ملاحته الجوية.
يمتد أمد الحرب يوما تلو الآخر، فهل يستطيع كيان العدو الإسرائيلي الصمود أمام الخسائر الباهظة التي يسببها اليمن نصرا لفلسطين؟ وكيف يسعى اليمن لتطوير قدراته العسكرية يوما تلو الآخر؟
بعد هذه الكلمات التي تجسّد صمود اليمن وتضحياته الجسيمة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ننقل لكم الحوار الحصري الذي أجراه الزميل، أسامة الفران مع الخبير العسكري اليمني البارز اللواء خالد غراب، ضمن حلقة جديدة من برنامج 'بتوقيت اليمن' الذي يعرض على شاشة قناة 'العالم' الإخبارية.
وفي هذا الحوار المهم، يستعرض اللواء غراب أحدث التطورات الميدانية على جبهات المواجهة، ويكشف عن الاستراتيجيات العسكرية التي يتبعها اليمن في مواجهة العدوان الصهيوني، كما يتطرق إلى آليات تطوير القدرات الدفاعية اليمنية التي تشهد تطوراً ملحوظاً يوماً بعد يوم.

وكشف الخبير العسكري اليمني اللواء خالد غراب عن تطور نوعي في ترسانة اليمن العسكرية، مؤكداً امتلاك القوات المسلحة لصواريخ فرط صوتية متطورة ذات رؤوس حربية متعددة، في خطوة تعزز القدرات الردعية لليمن.
وأوضح اللواء غراب في مقابلة حصرية لبرنامج "بتوقيت اليمن" على قناة العالم أن اليمن أصبحت الدولة الثانية عالمياً بعد روسيا في امتلاك هذه التقنية المتقدمة، مشيراً إلى أن كل صاروخ يحمل ما بين 6 إلى 8 رؤوس حربية ذكية قادرة على تدمير أهداف متعددة بدقة عالية.
وأضاف الخبير العسكري: "هذه الصواريخ قادرة على شل قواعد عسكرية كاملة بما فيها المدرجات والحظائر ومراكز القيادة والسيطرة بضربة واحدة"، مؤكداً أن نطاقها الجغرافي لا يقتصر على مساحات محدودة.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تحذيرات يمنية متصاعدة للشركات العاملة في الكيان الصهيوني بمغادرته فوراً، في إشارة واضحة لاستعداد اليمن لمرحلة تصعيدية جديدة.
كما أشار اللواء غراب إلى نجاح اليمن في إفقاد البحرية الأمريكية ثلاث طائرات مقاتلة خلال المواجهات الأخيرة، مؤكداً أن المعركة أسفرت عن "انتزاع هيبة أمريكا" أكثر من الخسائر المادية.

وأكد الخبير العسكري اليمني اللواء خالد غراب أن اليمن لن يتردد في الرد بالمثل على أي استهداف للمدنيين أو المنشآت الحيوية، مشيراً إلى أن العدو قد جرب استهداف مواقع حساسة تخص الشعب اليمني ولاحظ أن الرد اليمني كان سريعاً وحاسماً.
وأوضح اللواء غراب في تصريحات حصرية لقناة العالم أن "الحرب التي فرضت على اليمن أوصلت العدو إلى مرحلة عض الأصابع"، مؤكداً أن القوات اليمنية أثبتت أنها لا تتردد في الرد على أي عدوان بغض النظر عن التكلفة.
وكشف الخبير العسكري عن أن المهندسين اليمنيين تمكنوا بفضل الله من تطوير قدرات عسكرية متطورة وفق رؤية استراتيجية مسبقة، جاءت متزامنة مع القرارات السياسية والعسكرية التي اتخذتها القيادة اليمنية.
وأشار إلى أن "العدو الصهيوني تمادى في عدوانه بدعم أمريكي مخادع"، حيث حاولت واشنطن الظهور كوسيط بينما كانت تواصل دعم الكيان الصهيوني بالسلاح والتغطية السياسية.
ولفت اللواء غراب إلى أن الخطة اليمنية التي تضمنت حصاراً بحرياً وجوياً للعدو كانت تهدف إلى تفكيك الكيان الصهيوني خلال 30 إلى 60 يوماً، لكن "خيانة خمس دول عربية وإسلامية" التي واصلت إمداد العدو بالغذاء والدواء والسلاح والنفط حال دون تحقيق هذا الهدف.
واختتم اللواء غراب تصريحاته بالتحذير من أن "المرحلة القادمة قد تشهد توسعاً في نطاق المواجهة"، مشدداً على أن "اليمن لن يتحمل تبعات هذا التصعيد"، وأن "تضحيات محور المقاومة وقادته الأبرار وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، ستظل شعلةً تنير درب النصر ولن تذهب سدى".