العالم - الإسلام وقضايا العصر
كما أن الصحوة الإسلامية والوحدة هما أهم ما يشكل حركة الأمة في نهضتها المعاصرة، وتمسكها بأحكام رسالتها والمثل العليا التي جاء بها دين الحق لتكون نهضة إنسانية شاملة، محافظة على قيمة الإنسان كاملة، مؤكدة على المساواة العامة بين كل أبناء الإنسانية.
مفهوم الصحوة الاسلامية:
وقال الاستاذ في جامعة الازهر علوي امين ان الدعوة للاسلام والايمان واعادة تقييم الانسان لذاته صحوة في حد ذاتها ولذلك القرآن في كل مناهجة يدعو لهذه الصحوة وهذه الوحدة، وفي الاية الكريمة "وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا ۚ وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلىٰ شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها ۗ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ" هذه هي الصحوة التي نريدها ان نعصتم وان نكون يد واحدة وان يكون فكرنا واحد لا نختلق فكرا ولا قولا ولا فعلا بل نجتمع على شيء واحد لان دينا واحد ونبينا واحد وعبادتنا كلها واحدة، ومثال على ذلك مناسك الحج. واوضح ان الائمة لم يختلفوا في الاساسيات وانما فيما يجوز فيه الاجتهاد، فهناك قاعدة لدينا الذي يوجد به نص لا يجوز الاجتهاد فيه وعلمائنا من جميع المذاهب اتفقت على ذلك.

من جانبه، قال الصحفي والمفكر السياسي ماهر قابيل إن الإسلام يدعو دائمًا للوحدة، والإسلام يدرك ويعلم أن الوحدة ليست فقط أساس القوة، ولكن أساس الوجود. وإذا تفرقنا فإن ذلك سيكون مقدمة ليس فقط لإضعافنا، بل للقضاء علينا. الذين يدركون ويعلمون أن الهوية الإسلامية هي أساس قوة الأمة، والوحدة أساس قوة الأمة، يلجؤون لهذا السلاح الخفي والخطير، وهو سلاح التفرقة والعمل على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين أبناء الأمة الواحدة، ويقولون إن الوحدة في هذه الأمة هي وحدة ظاهرية بدليل أنهم سنة وشيعة، وأن السنة ليسوا بمذهب واحد بل فيهم الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة وغيرها، وأن الشيعة منقسمة لمذاهب متعددة كالجعفرية والاثني عشرية وغيرها، وبالتالي هذه أمة ممزقة مبعثرة متناثرة. وردًا على ذلك، قال إننا أكثر أمة في العالم لديها أسس الوحدة ولديها ما يجمعها على كلمة واحدة، إله واحد، وصلاة واحدة، وهؤلاء الأئمة لم يأتوا بدين جديد، فلا يقول أحد إنني شافعي أو أنا حنفي، لا يوجد شيء كهذا، فالامام الشافعي والامام مالك والامام أبو حنيفة والامام أحمد بن حنبل والامام ليث بن سعد المصري، كل هؤلاء أساتذة أجلاء في المدرسة الإسلامية، نقدرهم ونتعلم منهم، ولكن لا ننتسب إليهم.

الحضارة الاسلامية:
وقال الصحفي والمفكر السياسي ماهر قابيل إن الحضارة الإسلامية لم تسقط، فهي سادت العالم، إنها قامت على قواعد القانون الطبيعي للوجود، لم تخالف الفطرة. وقواعد القانون الطبيعي للوجود هي وحدة واحدة لكل مجتمع بشري وكل وجود إنساني، مثل قاعدة العدل والشورى والمساواة والحرية، ولا إكراه في الدين، والكرامة الإنسانية، وقاعدة رفض العنصرية، وقاعدة التميز بمنطلق فردي. كل هذه المعايير تبنى على أن الإنسان يستطيع أن يتميز بعلمه وعمله وتقواه، وليس بمعيار غير ايرادي كطوله او لونه وغيره.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..