الإسلام وقضايا العصر..

المقاومة بين المفهوم الفطري والديني وضرورة الواقع اليوم

الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥
٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش
تعتبر المقاومة عدم الرضوخ للمتغيرات وقوة مفروضة من الخارج وتعبير عن قوة الإرادة لمواجهة الظلم، وهي إقامة العدل والاعتدال ومنع الجور والدفاع عن الحق في وجه الباطل.

كما تعتبر مقاومة المحتل دفاعا عن الأرض والعرض وحقا مكفولا في جميع الشرائع، وتنبع روح المقاومة في الإسلام من الحق الذي يؤمن به جميع المسلمين. وتنبع أيضا من الإيمان بعدالة القضايا الإسلامية.

وهي ضرورة دينية في الدهر أيا كانوا وقد أقرت جميع الأعراف والقوانين الدولية مشروعية المقاومة ضد المحتل حيث تعددت أشكالها من الكلمة وحتى السلاح.

وتعتبر المقاومة فطرة بشرية وضرورة واقعية الآن. والوقوف بجانبها هو الشرف وامتنان. والإسلام قائم على مقاومة كل شر وعدوان لأن المقاومة ترد كرامة المسلم وحقه في الحياة.

وتناقش حلقة اليوم من برنامج "الإسلام وقضايا العصر"، مفهوم المقاومة في الإسلام مع ضيفيها الدكتور منصور مندور كبير أئمة وزارة الأوقاف وعضو اتحاد الكتاب في مصر، ومحمد ماهر قابيل كاتب ومفكر سياسي مصري.

مفهوم المقاومة في الإسلام

وأكد الكاتب والمحلل السياسي محمد ماهر أن المقاومة قانون من قوانين الطبيعة، مشيرا الى أن في قوانين الحركة بالفيزياء لكل فعل رد فعل متناسب، وقال المقاومة تمثل جوهر التوازن ولا يمكن للوجود أن يستقيم دونها. "ومن اعتدى عليكم بمثل ما اعتدى عليكم". ولا تتزيدوا ولكن قاوموا بما يتناسب مع الفعل، يتناسب ردة فعل مع الفعل.

وأوضح أنه عندما نتحدث عن المقاومة يعني الحديث عن الطبيعة وأصل الوجود وليس فقط في تطبيقاته الإنسانية ولكن حتى في تطبيقاته المادية.

وقال عندما نتحدث عن المقاومة في واقعنا وحالة الأمة الإسلامية نجد الأمة أنها مرت بمراحل من القوة والضعف كما مر عليه العدوان مما يجعل المقاومة ضرورة حتمية لبقاء الأمة.

الشرعية الدينية للمقاومة

وفيما يتعلق بالشرعية الدينية للمقاومة، بيّن كبير أئمة وزارة الأوقاف المصري وعضو اتحاد الكتاب منصور مندور، حول كلمتي المقاومة والجهاد والفرق بينهما وهو أن المقاومة كلمة عامة بخلاف الجهاد الذي يعتبر كلمة خاصة وفريضة إسلامية ومصطلح إسلامي. وقال إن المقاومة يمارسها كل من يدافع عن دينه ووطنه وعرضه وأهله أو ماله أيا كان فهو شيء مشروع.

وأضاف أن كلمة المقاومة إذا وصفت بالإسلامية فهي جهاد وإذا وصفت بغير إسلامية فهي وضعت لما له، فكل مظلوم وكل من اعتدى عليه من حقه أن يقاوم.

وأكد الشيخ مندور أن الاعتداء ممنوع وغير مسموح في الإسلام، بينما المقاومة سنة كونية فهي فريضة لمنع الاعتداء ومنع وصول المعتدي لما يريد.

وأشار مندور الى حديث للنبي صلى الله عليه وآله: "لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله. قالوا أين هم يا رسول الله؟ قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس". ملفتا أن المقاومة لا تزال موجودة اليوم.

ضرورة المقاومة في ظل الظروف الراهنة

وردا على ضرورة المقاومة في واقع عالمنا اليوم أكد أن المقاومة حتمية تاريخية في مواجهة العدوان، مضيفا أن نظرة بسيطة الى الاستعمار الاستيطاني حول العالم تكشف أن مشروعه لا ينجح إلا بإبادة السكان الأصليين وفي حال مقاومة السكان المحليين يفشل الاستعمار الاستيطاني وعلى سبيل المثال الهنود الحمر في الأمريكيتين والذين لم يكونوا قليلين بل كانوا ملايين ويتمعتون بحضارات مزدهرة وراقية ولكن بعد هجرة الأوروبيين عبر المحيط عملوا على إبادة الهنود الحمر والسكان الأصليين عبر اللجوء لأقذر الوسائل (التلوث البيولوجي) وكانوا يعطونهم بطاطين ملوثة بالميكروبات والفيروسات حتى يموتوا وبالتالي نجحوا في استعمار الأميركيتين الشمالية والجنوبية.

كما استعرض مثال أستراليا حيث إن الأوروبيين لما جاؤوا أرضها أبادوا السكان الأصليين فنجحوا في الاستيلاء عليها ظلما وعدوانا، مشيرا الى أن المقاومة لم تكن أو استطاع المستعمرون القضاء على مقاومتهم واستولوا على بلادهم.

وتابع أنه لما كانت المقاومة جهادية وقوية وإسلامية لم يقدر الاستعمار القضاء على السكان الأصليين مثلما حدث في الجزائر حين ظهر الاستعمار الفرنسي الذي كان يتظاهر بالحرية.

واعتبر الاستعمار الفرنسي أحط أنواع الاستعمار الذي مبني على الفرنسة والقضاء على الهوية الحضارية والقومية للسكان الأصليين تمهيدا لإبادتهم إلا أن المقاومة انتصرت في الجزائر.

فلسفة المقاومة في الحضارة الإسلامية

وحول فلسفة المقاومة في الحضارة الإسلامية وتاريخها قال كبير أئمة وزارة الأوقاف المصرية إنها المقاومة جاءت مع بعث الروح الإسلامية في الناس، مشيرا الى أن الإسلام غرس في العرب قيم المقاومة بطريقة صحيحة. وكان العرب ممكن أن يستخدموا بعض الأساليب السيئة في المقاومة مستذكرا حرب داعس والغبراء التي استمرت 40 سنة وكلا الطرفين يقاوم لكن جاء الإسلام وهذب هذا الأمر وشرّع فكرة العفو والصفح، مشيرا الى الآية الكريمة: "وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين... والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".

إقرأ أيضا.. فلسفة الحج الابراهيمي وعزة المسلمين... - الجزء الاول

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..

0% ...

آخرالاخبار

قتلى بمجزرة للدعم السريع في مدينة كلوقي السودانية


شاهد.. مراسل العالم: الاحتلال يواصل قصفه قطاع غزة


الرئيس الايراني يهنئ ملك ورئيس وزراء تايلاند باليوم الوطني


الادميرال إيراني يشيد بنجاح القوات البحرية في مناورة بريكس الدولية


دول أوروبية تقاطع يوروفيجن احتجاجا على قرار السماح بمشاركة الاحتلال


رسائل التصعيد الإسرائيلي وولادة التسوية اللبنانية داخل لجنة الميكانيزم


انتحار ضابط بجيش الاحتلال بعد مشاركته حرب غزة


في زيارة دولة.. بوتين يصل قصر دلهي الرئاسي بالهند


'أسوشييتد برس': انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات اليمنية


تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة