لم تتوقف عمليات المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة. ومؤخرًا، نفّذت المقاومة عملية قاسية في مدينة بيت حانون شمال القطاع، حيث تمكّن المقاومون من رصد قوة عسكرية للاحتلال وتفجير عبوتين ناسفتين، أعقبهما استهداف مباشر لقوات الإنقاذ، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود وإصابة عدد كبير آخر.
ورأى الخبير الاستراتيجي الفلسطيني، محمد السيقلي، أن عملية بيت حانون شكّلت "صفعة مزدوجة" للاحتلال وجيشه، واصفًا إيّاها بالعملية "النوعية والمعقدة على صعيدي التكتيك والمكان والزمان"، موضحًا أن هذه العملية نُفِّذت في منطقة زعمت إسرائيل أنها "طهّرتها بالكامل"، وهي لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن السياج الفاصل، وثلاثة كيلومترات فقط عن مدينة سديروت المحتلة.
هذه العملية تؤكد بأن المقاومة في غزة تحول تدريجيا أساليبها الدفاعية إلى هجومية بتنظيم جديد ما يدفع جيش الاحتلال إلى تعديل منهجياته الميدانية والاستعداد لضربات المقاومة المستمرة.
من جهته، اعتبر الباحث السياسي الفلسطيني أحمد الطناني، أن كمين بيت حانون، وكمائن خان يونس والشجاعية من قبله، ترفع الكلفة البشرية والسياسية لأي وجود عسكري إسرائيلي على الأرض.
وأضاف أن المقاومة تحسم الجدل القائم، بأن أي تفكير باحتلال قطاع غزة بريًّا سيقود الاحتلال إلى مستنقع استنزاف طويل دون تحقيق أي من أهدافه المعلنة.
أما الكاتب والصحفي الفلسطيني مطر الزق، فأكد أن المقاومة ما زالت مستمرة في مفاجأة الاحتلال من تحت الأرض، عبر تنفيذ عمليات بطولية مركبة تحصد أرواح جنوده، مشددا أن ذلك دليل على قوتها وتجذرها في الأرض، واستحالة استئصالها رغم محاولات العدو المتكررة".
وقد نفّذت المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان عشرات العمليات التفجيرية والكمائن، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى تدمير آليات عسكرية ثقيلة، بينها دبابات ميركافا وجرافات D9. وتوزعت هذه العمليات على مختلف محاور التقدم شمالًا ووسطًا وجنوبًا، ما يعكس اتساع نطاق الاشتباك الميداني وتعقيده.