عراقجي: عدوان 'اسرائيل' قوض الدبلوماسية وبإمكان أميركا احياؤها

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠٢٥
٠٢:٠٨ بتوقيت غرينتش
عراقجي: عدوان 'اسرائيل' قوض الدبلوماسية وبإمكان أميركا احياؤها صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنَّ خلال خمس لقاءات فقط على مدى تسعة أسابيع، حقق هو والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف تقدمًا يفوق ما تحقق خلال أربع سنوات من مفاوضات الملف النووي مع فريق بايدن، مؤكدًا أنهم كانوا على وشك تحقيق اختراق تاريخي.

وأشار عراقجي في مقال لفايننشال تايمز إلى أن المحادثات كانت صريحة ومكثفة، وتركزت على جوهر الخلاف، وهو مخاوف الولايات المتحدة من احتمال تحويل البرنامج النووي الإيراني السلمي إلى سلاح مستقبلاً، مضيفًا أنه تم مناقشة عدة حلول رابحة للطرفين، إلى جانب مبادرات من الوسيط العماني.

وقال إنهم بذلوا جهدًا مكافئًا لإنهاء العقوبات نهائيًا ولتفعيل تعاون اقتصادي واسع مع الولايات المتحدة، ما كان من الممكن أن يفتح فرصًا اقتصادية بقيمة تريليون دولار. وأكد أن إيران كانت مستعدة لتعاون متبادل يعود بالنفع على اقتصادها، بينما كان هدف الرئيس ترامب في عكس تراجع الصناعة الأمريكية وإحياء قطاعات مثل الطاقة النووية محققًا.

الهجوم الإسرائيلي: خيانة للدبلوماسية

ولفت عراقجي إلى أن الأمور كانت تسير إلى الأمام، لكن قبل ٤٨ ساعة فقط من الاجتماع الحاسم السادس في عمان، شنت “اسرائيل” هجومًا على إيران دون مبرر، مستهدفة مواقع نووية خاضعة للرقابة، وأحياء سكنية، ومستشفيات، وبنية تحتية طاقة هامة، وحتى سجونًا. كما نفذت سلسلة اغتيالات جبانة استهدفت أساتذة جامعات وأسرهم، مؤكدًا أن هذا العدوان الوحشي شكل خيانة عميقة للدبلوماسية.

نفي مزاعم الاحتلال حول السلاح النووي

ونفى عراقجي مزاعم “اسرائيل”بأن الغارات كانت لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي، مؤكدًا أن إيران، كونها من مؤسسي معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، حافظت دائمًا على برنامجها النووي تحت رقابة الأمم المتحدة وباستخدامه لأغراض سلمية فقط.

إيران تصمد بحزم أمام العدوان

وأضاف أن إيران، كما يليق بأي أمة ذات كرامة، قاومت العدوان بحزم شديد حتى أجبرت "إسرائيل" على التوسل للرئيس الأميركي ترامب لوقف الهجمات.

وشدد على أن إيران الآن أكثر حذرًا من أي وقت مضى، وأن التزامها بعدم الانجرار إلى حرب شاملة في المنطقة لا يعني ضعفًا، بل استعدادًا للدفاع الكامل عن أرضها ضد أي هجوم مستقبلي، مشيرًا إلى أنه إذا ما وصل الأمر إلى مواجهة، ستكشف إيران عن قوتها الحقيقية لإزالة أي أوهام حول قدرتها.

وأكد أن ما جرى خلال جولات المحادثات الخمس بين إيران والولايات المتحدة دُمر عمليًا بسبب أفعال واشنطن، التي لم تكن طرف إيران في التخريب، بل الطرف "المتحد ظاهريًا" معها، مشيرًا إلى أن قرار الولايات المتحدة بالاستجابة للضغوط والمساس بالقانون الدولي ومعاهدة NPT عبر قصف منشآت نووية تحت الرقابة، يوضح كل شيء.

وأضاف عراقجي أن إيران تطرح اليوم سؤالًا مشروعًا حول كيفية الثقة بحوار جديد، خاصةً بعد خروج واشنطن الأحادي الجانب من الاتفاق النووي الشامل لعام 2015، وبعد أن أبدت إيران حسن النية بالدخول في جولة مفاوضات جديدة قوبلت بهجوم عسكري من طرفين مسلحين نوويًا.

ضرورة استعداد واشنطن للتوصل إلى اتفاق عادل

وأكد أن إيران، رغم اهتمامها الثابت بالدبلوماسية، لديها أسباب وجيهة لعدم الثقة في استمرار الحوار مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن واشنطن يجب أن تظهر استعدادًا حقيقيًا للتوصل إلى اتفاق عادل، مع الاعتراف بأن الأوضاع تغيرت تمامًا نتيجة أفعالها الأخيرة.

وختم عباس عراقجي قائلاً إن الإيرانيين لن يخضعوا أبدًا، وأن إيران بحضارتها الممتدة لآلاف السنين نمت أقوى بعد كل عدوان، وأنها تفضل السلام لكنها تقرر متى وكيف ترد على العدوان، مشددًا على أن أي مفاوضات تُجرى وسط الحرب هي بطبيعتها غير مستقرة، وأن الحوار في ظل التهديدات لا يكون أصيلًا، وأن نجاح الدبلوماسية يتطلب الاحترام المتبادل وضمان مصالح الطرفين، وعدم السماح بتخريبها من قبل أطراف ثالثة.

وقال إن الشعب الأمريكي يستحق معرفة أن بلاده تُقاد نحو حرب يمكن تجنبها تمامًا، بفعل نظام أجنبي لا يهتم بمصالحه، مضيفًا أن شعار "أمريكا أولاً" الذي طرحه ترامب تحوّل إلى "“اسرائيل”أولاً" عمليًا، وأن الشعب الأمريكي يدرك تكلفة هذه المسارات المدمرة.

القرار النهائي بيد الولايات المتحدة

وختم بأن طريق السلام يتطلب من صناع القرار الأمريكيين إدراك أن الحل الدائم هو الحوار المحترم لا الإرغام الأعمى، وأن القرار النهائي بيد الولايات المتحدة: هل تختار الدبلوماسية أم تبقى غارقة في حرب ليست حربها؟

0% ...

آخرالاخبار

في زيارة دولة.. بوتين يصل قصر دلهي الرئاسي بالهند


'أسوشييتد برس': انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات اليمنية


تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة


الاحتلال يرتكب 7066 انتهاكا بحق فلسطينيي الضفة والقدس في نوفمبر


قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي


بقائي: العقوبات القسرية أحادية الجانب جرائم ضد الانسانية