نحن اليوم أمام ملحمة تاريخية يسطرها اليمن، ليس بالحبر بل بالنار والإيمان، في زمن عز فيه النصير وقل فيه الموقف. اليمن الواثق بالله ما زال يقف وحيدًا في ميدان الشرف إلى جانب غزة، رافعًا راية الإسناد والوفاء، غير مبالٍ بتهديدات الطغاة ولا بعواصف المعتدين.
منذ اليوم الأول لم يتراجع اليمن قيد أنملة، لم ينكسر ولم يساوم، بل ظل يرسل للعالم رسالة الحق: أن فلسطين ليست يتيمة، وأن غزة ليست وحدها في ميدان المواجهة. وفي الوقت الذي صمتت فيه العروبة المستعربة، ظل اليمن هو الصوت العالي والسيف المسلول في خاصرة المعتدين.
وأعجب ما في هذه الملحمة أن العدو، بكل جبروته وترسانته، يقف اليوم عاجزًا أمام هذا البلد المحاصر. يتساءل العالم: من أين هذا الثبات لليمن؟ إنه الاتكال على الله سبحانه وتعالى والثقة المطلقة به. وما كان لهذا الثبات أن يدوم لولا وجود القيادة الحكيمة القرآنية التي لم ترعبها اعتداءات واشنطن ولا إجرام تل أبيب بل كانت ومازالت مصدر فخر وإلهام لأبناء الأمة، قيادة أرعبت "إسرائيل" وأذهلت العالم بجرأتها وبصيرتها.
في الآونة الأخيرة، حملت هذه المرحلة هزيمة إسرائيلية مطلقة في البحار، وانتصارًا يمنياً إسلاميًا لله وفي سبيله ولأجل أبناء غزة وفلسطين. ويبدو أن كيان العدو الإسرائيلي قد أراد اختبار جدية اليمن مجددًا، فانتحر بسفينتي "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي" اللتين حاولتا خرق قرار الحظر اليمني. وكان الرائي، وهو يشاهدهما تغرقان في قعر البحار، يرى مصير "إسرائيل" حتمًا لا مجازًا.
بما أن اليمن اليوم ينتصر ويشكل مدرسة في اليقين والثبات، كما شكلها أهل غزة، يناقش برنامج "بتوقيت اليمن" الذي يبث عبر شاشة قناة العالم الإخبارية، باستضافة المحلل والخبير العسكري، العميد عزيز راشد، تفاصيل إغراق سفينتي "ماجيك سيز" و" إتيرنيتي سي"، وكيفية تصاعد العمليات البحرية اليمنية بهذه القوة والشكل نصرة لفلسطين، خاصة في البحر.
وقال العميد عزيز راشد إن: "المقوّم اليمني الأول هو المسؤولية أمام الله في مناصرة المستضعفين من أبناء هذه الأمة، خاصة أمام هذه المجازر التي تندى لها جباه الإنسانية، في ظل صمت عالمي وقرارات دولية اتخذت ضد نتنياهو والصهاينة كـ "مجرمي حرب" دون جدوى".

وتابع: "أيضا، القدرة العسكرية المتنوعة والإرادة القتالية لمواجهة الكيان الصهيوني، إضافة إلى الموقع الإقليمي المطل على البحرين الأحمر والعربي، مما يمنح اليمن سيادة عربية ويمنية خالصة، وهذه ميزة استراتيجية تجعل الجيش اليمني قادرًا على كبح جماح العدو الصهيوني وفرض ضغط عسكري واقتصادي عليه وعلى الدول الداعمة له أو التي ترغب في التطبيع معه".
وأوضح راشد:" بالتالي، فإن لدى اليمن هذه المقومات الأولى إلى جانب المقومات في التنوع العسكري، حيث هناك تنوعًا في استخدام القوة العسكرية، سواء بالزوارق الحربية المسيرة، الطائرات المسيرة، أو الصواريخ الباليستية التي استخدمت لأول مرة ضد السفن، حيث يتحكم اليمن في البحر الأحمر، العربي، وحتى ما بعدهما وصولًا إلى المحيط الهندي، مما شكل ضغطًا عسكريًا كبيرًا على الكيان الصهيوني".
وأضاف: "كما يستمر الحصار الكامل على ميناء أم الرشراش، فلا سفينة تدخل إليه، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على العدو. وهذه العوامل مجتمعة تجعلنا نضغط بقوة في هذه المعركة على الكيان الصهيوني وداعميه، مع تزايد الدعم من محور المقاومة والشعوب المقاومة التي تطالب بكبح الكيان الصهيوني".
وقال راشد إن: "اليمن يمتلك ميزة في المرتفعات الجبلية، والكشف البحري المتعدد، والرصد الاستخباراتي والإلكتروني والحربي، مما يجعل البحر الأحمر والعربي في متناول القوات العسكرية اليمنية. كما يمتلك اليمن القدرة النارية لتغطية هذه المساحات، مما يسبب أزمة اقتصادية عالمية ورفع أسعار البترول ومشتقاته".
وأوضح أن اليمن "يتميز بتنوع الصواريخ الباليستية المجنحة والفرط صوتية، والطائرات المسيرة والكشفية، والزوارق الحربية، والألغام البحرية، مع قدرة على الرصد الدقيق لجميع السفن العابرة عبر باب المندب، ومضيق قناة السويس، وخليج العقبة".
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..