وافاد موقع "الرسالة نت - غزة"، انه وفقا للتحقيق الذي كشف تفاصيل جديدة حول عملية "طوفان الأقصى"، فإن مقاتلي "القسام" سيطروا على الموقع لنحو ثلاث ساعات، وأوقعوا أربعة قتلى و17 جريحًا من الجنود، وأن قوات الاحتلال بقيت معطلة حتى الساعة العاشرة صباحًا، وفقدت القدرة على الدفاع عن المستوطنات المجاورة.
وتحدث التحقيق عن "ثغرات خطيرة في الجاهزية، وتأخر في الاستجابة، وأخطاء في القيادة والسيطرة، وسط تحذيرات مسبقة لم يتم التعامل معها بفعالية".
وخلص إلى أن مقاتلي القسام أحكموا السيطرة العملياتية على الموقع بالكامل، رغم ما وُصف بأنه "قتال بطولي" من الجنود، وأن فقدان السيطرة والقيادة في المراحل الأولى من المعركة، أدّى إلى شلل في أداء القوة.
وفي تفاصيل الهجوم، بين التحقيق أن "جنودًا من الكتيبة 51 في لواء غولاني كانوا يتمركزون في الموقع، وقد تم تفعيل حالة تأهب عند الساعة 5:30 صباحًا وفق بروتوكول (التأهب مع بزوغ الفجر)، لكن الموقع لم يكن محصنًا أو مهيئأً للدفاع الفعّال".
وأضاف: "لم تُعزز نقاط الحراسة، ولم تُتبع الإجراءات التشغيلية المتعارف عليها. وعند الساعة 6:29 صباحًا، وبعد تفعيل صفارات الإنذار، لجأ الجنود إلى الغرف المحصنة، بمن فيهم حراس البوابة وسائقو الآليات المدرعة، على خلاف التعليمات، مما جعل الموقع مكشوفًا".
وتشير المعطيات إلى أن غالبية الجنود تحصنوا داخل قاعة الطعام، وآخرون دخلوا الغرف المحصنة وغرفة العمليات. وفي تلك اللحظات سقطت عدة قذائف هاون على الموقع، بالإضافة إلى طائرتين مسيرتين، فيما كانت أكثر من مئة من عناصر القسام يعبرون الحدود من مناطق تقع تحت مسؤولية الكتيبة، على متن دراجات نارية ومركبات، وقد تم رصد ذلك عند الساعة 6:31 صباحًا".
وبحسب التحقيق: "في الساعة 6:35، أرسل ضابط العمليات في الكتيبة رسالة عبر واتساب يؤكد فيها أن (كل شيء تحت السيطرة)، في الوقت نفسه، أطلقت إحدى المراقِبات إنذارًا عبر اللاسلكي يحذر من اقتراب 20 مسلحًا على دراجات نارية نحو الموقع. ومع ذلك، لم يتخذ الجنود أي إجراء، ربما بسبب التشويش في أجهزة الاتصال أو أصوات الانفجارات.. وبعد 12 دقيقة فقط من التحذير، اقتحم حوالي 35 مسلحًا الموقع عبر بوابتين مختلفتين".
وأشار التحقيق إلى أن "مروحيات هجومية للجيش الإسرائيلي فتحت النار على المسلحين، دون علم بأن قائد الكتيبة وجنوده كانوا في محيط الاشتباك، وقد صرخ القائد لإيقاف إطلاق النار، وتم بالفعل إيقافه دون وقوع إصابات بين الجنود".
اقرأ وشاهد المزيد:
ويستدل من التحقيق أن مقاتلي القسام كانوا يدركون تمركز الجنود في قاعة الطعام، ففتحوا النار باتجاهها مستخدمين الأسلحة الخفيفة، والرشاشات، وقاذفات الكتف، بالإضافة إلى قنابل يدوية وعبوات ناسفة.
وأضاف: "أُصيب قائد وحدة الاقتحام بصاروخ مضاد للدروع لكنه واصل قيادة المعركة، فيما أُصيب الجندي روبين بجراح حرجة وتوفي بعد ثلاثة أيام، بينما قُتل كل من راوخبرغر وريشتنيكوف داخل قاعة الطعام".
ووفق التحقيق: "استمر القتال داخل الموقع لنحو ثلاث ساعات، وتمكن الجنود من منع المسلحين من اقتحام المباني الداخلية، فيما بدأت اشتباكات أخرى في مواقع التحصين وغرفة العمليات قرابة السابعة صباحًا".
وبحسب التحقيق: "في محاولة لاختراق الغرفة الجنوبية، زرع المسلحون عبوة ناسفة عند الباب. أدى الانفجار إلى مقتل الرقيب أول ريسلر، الذي كان يمسك الباب ويمنع اقتحامه". ورغم الانفجار، لم ينجح المسلحون في الدخول، وتراجعوا عن المحاولة".
وفي تمام الساعة 12:30، وصل ضابط سابق من الكتيبة إلى الموقع بشكل مستقل رغم التحذيرات من وجود خلايا مسلحة. تولى القيادة وساهم في إجلاء الجرحى، بسبب صعوبة وصول قائد الكتيبة.
وفي الساعة 10:30، اتصل القائد بوحدة النخبة 669 وأبلغهم بعدد المصابين، وطلب إرسال قوات إنقاذ. لكن لم تصل مروحية الإنقاذ إلا عند الساعة 13:21، وفي تلك الأثناء وصل القائد ومعه أربعة جنود.
وأشار التحقيق إلى أنه "بعد نحو نصف ساعة من وصول الدعم، تم إجلاء أربعة جرحى على نقالات. أثناء الإخلاء، فتح المسلحون النار على القوة من جهتين، مما أدى لإصابة اثنين من الجنود، ورد باقي الجنود بإطلاق النار".
وأضاف: "في الساعة 14:03، تمكن القائد من تصفية ثلاثة مسلحين كانوا على بعد 50 إلى 70 مترًا، فيما قتلت قوة أخرى داخل ناقلة ميركافا أربعة مسلحين إضافيين."