في الضفة الغربية يؤذن للثبات قبل الصلاة، ويحرس المئذنة صبر الشعوب في الوقت الذي لا قداسة فيه تحترم. لا تستهدف المساجد كاضرار جانبية، بل توضع في قلب الاستهداف المباشر، ليس لأنها تحوي سلاحًا، بل لأنها تحرس ذاكرة وتمثل حضورًا دينيًا وثقافيًا يزعج المشروع الاستعماري.
من مسجد النصر الذي أُحرق في نابلس إلى مساجد جنين وطولكرم التي دُرست إلى الحرم الإبراهيمي الذي يُمنع فيه الأذان كما يُمنع الدخول، كل ذلك وجه صريح لنهج يحاول خنق هوية الشعب من بوابة العبادة. أولاً.
وقال "هي حقيقة في الأمر، كله حرب على الدين. أنت مسلم، معنى ذلك انك مطلوب، معنى ذلك انك إرهابي.ما نرى من هجمة شرسة ما هو إلا يعني يكشف وجههم الحقيقي، ما يعني التعدي الصارخ على الإسلام، بيوت الله عز وجل. فلذلك، يعني وجب التنويه إلى ضرورة حفظ المساجد، حفظ بيوت الله عز وجل، حفظ دور العبادة. إذا نظرنا في القوانين الدولية، هي الأصل مكان آمن لا يتعدى عليه، لا يهدم، لا يُهجّر من فيه، لا يُمنع أن يصلي الإنسان فيه".
أكثر من 20 مسجدًا في الضفة الغربية تعرضت لاعتداءات متعددة من الاحتلال ومستوطنيه، وفقًا لتقارير وزارة الأوقاف خلال النصف الأول من هذا العام. وتشمل هذه الاعتداءات الحرق المتعمد، والتدمير الجزئي، والاقتحام أثناء الصلاة، وتدنيس المساجد بشعارات عنصرية تستهدف هوية المكان.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصرالله، ان "استهداف المساجد تمامًا، كاستهداف الجامعات ودور العلم، يعني الذي جرى في قطاع غزة، لم يتركوا أي مؤسسة لا دينية ولا تعليمية ولا صحية إلا ودمروا.دخل المستوطنون المساجد، وقاموا بحرق المساجد قبل السابع من أكتوبر، يحاولون أن يجدوا أماكن قديمة ليقولوا إنها لليهود أيضًا من أجل الاستيطان، ومن أجل فرض الفلسطينيين".
مر الاحتلال من هنا مرارًا على أمل أن يطفئ النور من بيوت الله، ولكن كل حريق أنبت جدارًا جديدًا. بقي المسجد ورحل الجنود، فالذي يُبنى على العقيدة لا يسقطه احتلال، تدنيس ومنهج وهدم موقع بختم الاحتلال. فالمساجد ليست ضحية عرضية، بل هدف مقصود في مشروع يرى في المقدس تهديدًا، وفي المئذنة إعلان بقاء.