الصورة الحقيقية لعدوان الاحتلال المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر على مخيمات شمال الضفة الغربية بدأت تتضح بعد الكشف عن خطط أمريكية إسرائيلية مشتركة تتحدث عن إعادة تأهيل المخيمات عبر إنشاء شوارع وبنية تحتية وحدائق عامة في خطوة يُروج لها على أنها إنسانية وتنموية، بينما تحمل في جوهرها مشروعاً لتفكيك المخيمات وإعادة تعريفها إدارياً وعمرانياً بعيداً عن رمزيتها التاريخية والسياسية كحاضنة لقضية اللاجئين وحق العودة.
ويقول أحد سكان المخيم: "لا نريد الحدائق ولا الشوارع، نحن بالنسبة لنا الأزقة أحسن من مليون شارع وأحسن من مليون منتزه، وكل المخيم وجهة نظره هكذا. كل الناس متكافلون مع بعض، لا نريد شوارع ولا منتزهات، فالمنتزهات لا تحل مشاكلنا."
وفي قلب هذا المخطط يبرز مخيم نور شمس كنقطة الانطلاق بعد أن حوله الاحتلال إلى ساحة هدم وتهجير تمهيداً لاحتمال تسليمه للسلطة الفلسطينية مطلع العام المقبل وفق شروط إسرائيلية تقيد الإعمار وتفرض رقابة أمنية.
شاهد أيضا.. القبور الوهمية.. مدافن إسرائيلية بلا موتى لطمس هوية القدس
يشير مراقبون إلى أن "هذا الاحتلال يريد أن يدمر كل شيء في المخيم ويهجر الناس. المعلن هو شوارع قد تصل لعشرين متراً أقيمت على أنقاض بيوت داخل المخيم، ثم هُجرت هذه العائلات من داخل المخيم. حوالي أربعمائة عائلة ستهجر من داخل المخيم بسبب إقامة هذه الشوارع."
هذا المسار الذي يُسوق كحل إنساني يخفي مشروعاً سياسياً أشمل لإعادة تعريف المخيمات كأحياء حضرية منزوعة الطابع النكبي والوطني. وإذا نجحت التجربة في نور شمس فإن تعميمها على باقي المخيمات سيكون خطوة لاحقة في سياق إعادة رسم المشهد الديمغرافي والسياسي في الضفة الغربية.
الأسفلت بدلاً من الذاكرة، حدائق على أنقاض البيوت، وشوارع عريضة تمر فوق التاريخ - مشروع أمريكي إسرائيلي يعيد تشكيل المخيمات لا لإعمارها بل لطمسها. ومخيم نور شمس نموذج أولي لما يُخطط لبقية مخيمات شمال الضفة الغربية. هنا لا يُراد للمخيم أن يُرمم بل أن يُنسى.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...