ها هي محافظة السويداء تقف اليوم شاهداً حياً على صدق تلك التحذيرات، معارك دامية بين أبناء الطائفة الدرزية وبعض عشائر البدو تتحول فجأة وتحت ذريعة حماية الدروز إلى مظلة إسرائيلية لتدخل عسكري مباشر في جنوب سوريا.
طائرات حربية إسرائيلية تقصف دبابات تابعة للجيش السوري والمنطقة تعلن صهيونياً منطقة أمنية عازلة. وهنا تتضح الصورة، لسنا أمام صراع أهلي محلي بل أمام محاولة إسرائيلية لإعادة رسم حدود النفوذ داخل سوريا تماماً كما حذر الشهيد السيد حسن نصر الله، وكما رفض أيضاً محور المقاومة على مدى السنوات أن يسكت عنه.
فهل بات واضحاً أن ما جرى في السويداء ليس إلا فصلاً جديداً من مشروع تفتيت سوريا، وإنما كان يقال عنه بالأمس بأنه مبالغة صار اليوم واقعاً يرسم بالنار. لكن الحرب لم تعد تقتصر على الطائرات والدبابات ولا على الاشتباكات المسلحة في أطراف المدن؟ هي السويداء تشهد وجهاً آخر من وجوه الانهيار الاجتماعي والأخلاقي أيضاً. هو مشهد لا ينفصل عن سياق الفوضى المبرمجة التي كان حذر منها الشهيد السيد نصر الله والتي تسعى لتفتيت الهويات وتشويه صورة المكونات لتبدو الأرض جاهزة أمام مشاريع الهيمنة الخارجية.
وما بين إذلال الخصوم في العلن والدعوات للقتال باسم الطائفة يتضح أكثر فأكثر حجم الانزلاق نحو فوضى ممنهجة تلبس الفتنة عباءة الكرامة وتحول االدفاع عن الحقوق إلى حروب داخلية تخدم منها "إسرائيل" قبل سواها.
المزيد بالفيديو المرفق..