بات الحصول على القليل من الدقيق مهمة صعبة يبحث عنها الناس في صباح كل يوم هنا في قطاع غزة.
وتواجدت كاميرا العالم في السوق الشعبي وسط مدينة غزة، حيث هذا المكان المعروف بسوق الدقيق أو الطحين، حيث يأتي الناس في ساعات الصباح الأولى بشكل يومي للبحث عن القليل من الدقيق لسد جوع أطفالهم.لكن في غالب الأحيان تكون الأسعار مرتفعة جداً، فلا يستطيع الناس شراء هذا الدقيق بسبب غلائه، وأيضاً بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات من المعابر. من لا يستطيع الوصول إلى مناطق توزيع المساعدات يأتي إلى هذا المكان، ولكن لا يحالفه الحظ دائماً لأن غلاء الأسعار يسيطر على المكان، ما يزيد من معاناة الناس اليومية هنا في غزة.
يقول أحد المواطنين: "من أين أشتري أصلاً؟ من أين أذهب؟ من أين أجلب نقوداً لأشتري؟ لا أملك سوى 35 شيكلاً، وهؤلاء أربعة أو ثمانية أشخاص يريدون أن يأكلوا منها. والله من أمس لم نتناول طعاماً".
وقال آخر:"لا أعرف ماذا سأطعمهم - أحياناً أجلب معكرونة، وأحياناً نصف كيلو طحين، ومرة وقية عدس، ومرة حبة رز. لا يعرف الإنسان ماذا يفعل."
شاهد أيضا.. الأونروا.. المجاعة الجماعية في قطاع غزة "مُدبّرة ومُتعمدة"
ويضيف مواطن آخر:"الذهاب للحصول على الطحين من مناطق التوزيع أمر محفوف بالمخاطر وهي مصائد الموت - إما أن تعود بكيس طحين أو بكفن أبيض. هناك موت، ولا يذهب إلا فئة من الشباب الأقوياء أو التجار، وهكذا يصل الطحين هنا بأسعار مرتفعة جداً، حتى بالدولار".
ويتابع: "غزة في حالة حرب منذ سنتين، وغير قادرة على توفير أي شيء حتى الأكل. الشعب هنا يموت ببطء، بل إنه مات فعلاً".
وقال آخر:" كل أربعة أيام لا أستطيع الحصول على كيس طحين واحد لأقسمه على أولادي الستة. هذا عار، والطحين لا نقدر على شرائه، ونعيش على العدس، والعدس أصبح بسعر الطحين. والحياة لا تطاق".
في ظل هذه الظروف الصعبة، تتفاقم أزمات القطاع يوماً بعد يوم في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات إلى القطاع، ليبقى حلم الفلسطينيين هنا مجرد الحصول على القليل من الدقيق للبقاء على قيد الحياة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...