قال كمال "أنا اسمي كمال عرعراوي من مخيم جنين، حارة الدماج، عمري 19 سنة. طبعًا أنا نازح من بداية اجتياح مخيم جنين منذ تقريبًا أكثر من ستة أشهر. طبعًا تلقيت طلقًا من قناص إسرائيلي في رأسي وخرج من عيني، وأثر الإصابة فقدت البصر".
فقد كمال بصره برصاص الاحتلال الإسرائيلي ولكنه لم يفقد بصيرته. يقول إن النجاح في الثانوية العامة مقاومة، وأنه أكمل مشوار شقيقه وأقاربه الشهداء.
حيث اوضح كمال "إذا لم أستطع مقاومة الاحتلال بيدي، سأكون مقاومًا بعلمي، والحمد لله، وقدمنا الامتحانات، ولكن كانت فترة صعبة علينا كثيرًا من ناحية اجتياح ووضع اهلنا في غزة واستشهاد أولاد عمي. أنا درست طبعًا بطريقة السمع، فبنت خالتي الفضل لها طبعًا كانت تقرأ لي التعريف، وأنا كنت أعيد ورائها أكثر من مرة، والحمد لله، أخذت التعريف".
الأيام القاسية الطويلة التي عاشها كمال وعائلته لم تثنيهم عن التمسك بقضية الانتصار رغم كل الظروف.
وقال والد كمال، خالد عرعراوي، انه "هو فقد بصره لكن بصيرته الحمد لله رب العالمين يعرف كل شيء،ويذهب وياتي، ومعنوياته عالية هذا أهم شيء عندي. الحمد لله رب العالمين، ربنا أخذ أخوه محمود الأكبر منه واستشهد، وهو ينوي أكمل المشوار تبعه حتى عن طريق التعليم. حيث يقول لي أنا ما بقدر أشوف أي شيء، بس إن شاء الله رب العالمين بالكلمة وبتعليمي راح أكمل المشوار الذي كان ماشي فيه أخوه".
واضاف كمال " الوجع يظل بشأن أهلنا في غزة، وجعهم وجعنا نفس الشيء".
بعد السابع من أكتوبر استشهد أكثر من 16,600 طالب ثانوية عامة، وأصيب أكثر من 26,000 طالب برصاص الاحتلال في قطاع غزة وفي الضفة الغربية. هذا النجاح لم يكن عاديًا، نجاح كمال عرعراوي كان انتصارًا لدم الشهداء في مخيم جنين التي لا تزال تسيل في قطاع غزة.