تعثر جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق وصفقة تبادل في غزة تتواصل، وسط تصلّب موقف نتنياهو وحكومته، وتصاعد الخطاب التصعيدي لتل أبيب. حيث كشفت وسائل إعلام عبرية عن فيتو إسرائيلي على ثلاث قضايا طرحتها حماس، وهي الإبقاء على مؤسسة غزة الاميركية للمساعدات والتواجد الإسرائيلي في المنطقة العازلة ورفض الإفراج عن أسرى النخبة من حماس. كما كشف مصدر إسرائيلي عن أن تفاهمًا يتشكل بين تل أبيب وواشنطن يقضي بالانتقال إلى خطة لإطلاق سراح جميع الاسرى لدى حماس ونزع سلاح المقاومة، تزامنا مع العمل على زيادة المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار القتال.
تفاهم برزت معالمه عبر زيارة المبعوث الاميركي ستيف ويتكوف إلى تل أبيب واجتماعه المطول مع بنيامين نتنياهو، والذي تناول تنسيقا كاملا بين الجانبين حول الخطوات المقبلة تجاه حركة حماس. زيارة رأى فيها مراقبون شهادة وفاة لمفاوضات الدوحة، وتأكيد على فشل الحلّ التفاوضي، وتشجيع على انطلاق الحلّ البديل أو يسمى إسرائيليا بالخطّة باء. وتشمل بحسب التسريبات الاسرائيلية، تصعيداً عسكرياً واسع النطاق، وتقسيم غزة إلى قطاعات، بعضها خالٍ من السكان بشكل كامل، وضمّ جزئي لأراضي القطاع، على أن تتدحرج عملية الضمّ، إذا ما ظلّت الحركة متمسّكة بمواقفها.
ويتكوف، الذي يحمل صفة منسق للعلاقات في زيارته الاخيرة إلى تل أبيب، توجه إلى قطاع غزة، ليس بهدف استطلاع الواقع ومعاينة فظاعة الجرائم الإسرائيلية، وإنما بهدف تقديم سردية جديدة مغايرة للواقع، تعزّز الرواية الإسرائيلية، وتحمل حماس مسؤولية المجاعة إن قبلت واشنطن بوجودها اصلا. زيارة وصفتها حماس بالاستعراض الدعائي على جثامين الجوعى.
حماس أكدت مجددا جاهزيتها للانخراط الفوري في المفاوضات، حال وصول المساعدات لمستحقيها وإنهاء المجاعة، مشددة على أن استمرار المفاوضات في ظل التجويع يفقدها مضمونها وجدواها، لا سيما مع بلوغ التجويع حدا يشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني. داعية المجتمع الدولي والجهات ذات الصلة للتحرك الفوري لوقف المجزرة الجماعية، وإيصال المواد الغذائية لغزة دون قيد أو شرط وضمان حمايتها.