وأكدت المؤسسات أن تصريحات "ويتكوف" تتجاهل الحقائق الميدانية الموثقة والتقارير الدولية التي تؤكد وجود كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، مشددة على أن "الأدلة لا تُمحى بالتصريحات".
وأوضحت أن مجاعة غزة حقيقة ملموسة أدت إلى وفاة 159 شخصا، بينهم 90 طفلا، وهو رقم موثق يعكس حجم الجريمة الإنسانية التي لا يمكن تبريرها أو نفيها.
وأشارت إلى أن الأزمة الإنسانية تطال جميع السكان بلا استثناء، بمن فيهم الأسرى الإسرائيليون الذين ظهرت عليهم علامات الجوع وسوء التغذية في تسجيلات مصورة.
ودعت المؤسسات المجتمع الدولي، ولا سيما الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى سرعة إرسال لجنة تحقيق دولية مستقلة إلى قطاع غزة للوقوف على الأوضاع الكارثية التي يعاني منها المدنيون، والتحقيق في سياسة التجويع الممنهج التي تُعتبر جريمة حرب.
كما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بتسريع تحقيقاتها في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة، بما في ذلك جريمة التجويع، ومساءلة جميع الأطراف المتورطة.
وأكدت المؤسسات ضرورة فرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع، لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين وفرق الإغاثة والعاملين في المجال الطبي.
وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسماح للصحفيين والمراسلين الدوليين بالدخول إلى غزة، بعد أكثر من عشرة أشهر من الحظر الإعلامي الذي وصفته المؤسسات بأنه يهدف إلى التعتيم على جرائم الإبادة والتجويع.
كما وجهت المؤسسات دعوة صريحة للحكومات التي تدعم أو تساهم في سياسة التجويع، ومنها الولايات المتحدة، لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار إغلاق الاحتلال لمعابر غزة منذ مارس 2025، وفرض قيود صارمة على دخول المساعدات الغذائية والدوائية والوقود إلى القطاع منذ أكتوبر 2023.
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد زار يوم الجمعة الماضي مركزاً لتوزيع المساعدات الغذائية في رفح، مدعوماً من مؤسسات أمريكية وإسرائيلية، حيث نفى وجود مجاعة في القطاع، وهو ما تعارض مع تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أقر بوجود أزمة جوع في غزة.
ورفضت هيئات إغاثية وأممية تصريحات ويتكوف، حيث أكد برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك أن غزة تواجه سيناريو مجاعة حقيقي تجاوز مؤشرات الجوع وسوء التغذية المعتمدة دولياً.
وأفاد تقرير شبكة تصنيف الأمن الغذائي أن أكثر من نصف مليون فلسطيني في غزة يعيشون في ظروف "مجاعة مؤكدة"، فيما يواجه ربع السكان خطر الجوع الطارئ، وسط انهيار منظومة المساعدات الإنسانية.
وأشارت منظمات أممية، بينها "يونيسف" ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، في بيان مشترك إلى أن الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح، وأن مقومات الحياة الأساسية تتآكل مع نقص حاد في الغذاء وشلل في شبكات التوزيع ومنع متكرر لوصول الإمدادات إلى شمال القطاع.
من جانبها، وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع الصحي في غزة بأنه "أسوأ سيناريو ممكن للمجاعة"، مؤكدة أن الكثيرين يموتون نتيجة انهيار أجسادهم الناقصة التغذية أمام الأمراض أو فشل الأعضاء.